موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
هو الملقّب بالتوأم من الجليل، صيّاد سمك، لبّى دعوة الربّ بلا تردّد، ورافقه وسمع كلامه ورأى عجائبه. لمّا اعترض الرسل على ذهاب يسوع إلى بيت عنيا ليقيم لعازر من الموت وقالوا: "يا معلّم الآن كان اليهود يطلبون رجمك وأنتَ تمضي أيضاً إلى هناك" التفت توما الشجاع وقال: "لنذهب نحن أيضًا لنموت معه".
وليلة العشاء السرّي لمّا قال فادينا لتلاميذه "وإذا انطلقتَ وأعددتَ لكم مكاناً آتي وآخذكم إلىَّ لتكونوا أنتم حيث أكون أنا. أنتم عارفون إلى أين أذهب وتعرفون الطريق "إبتدره توما: "يا رب لسنا نعرف إلى أين تذهب وكيف نعرف الطريق" فأجابه يسوع بكلام يشع نوراً على توالي الدهور "أنا الطريق والحق والحياة، لا يأتي أحد إلى الآب إلاّ بي".
اشتهر توما بما حدث له مساء أحد القيامة وفي الأحد الذي بعده، ففي مساء القيامة لم يكن مع الرسل حين ظهر لهم يسوع. فقال له التلاميذ الآخرون: "إنّنا قد رأينا الرب". فقال لهم: "إنّ لم أعاين أثر المسامير في يديه وأضع يدي في جنبه لا أؤمن". لكن يسوع الذي مات لأجل توما والبشريّة تحمّل عناده ولم يتركه متصلّباً. فبعد ثمانية أيام. "ربّي وإلهي". فقال له يسوع: "لأنّكَ رأيتني يا توما آمنت، طوبى للذين لم يروا فآمنوا". فالله سمح بعدم تصديق توما ليثبتا نحن في الإيمان ولنُعطي هذه الطوبى.
وظهر يسوع لتوما على ضفاف بحيرة طبريّا يصطاد السمك مع بطرس ونثنائيل ويعقوب ويوحنا وإثنين آخرين من التلاميذ، وأمرهم أن يُلقوا الشبكة من الجانب الأيمن فألقوها فلم يعودوا يقدرون أن يجذبوها من كثرة السمك. وأقام الرب يسوع رسوله بطرس رأساً للكنيسة جمعاء وكان توما حاضراً يسمع ويفهم ويخضع لأوامر الرب وتدبيره.
بدأ توما يبشّر بالإنجيل في اليهودية مثل بقيّة الرسل، وشتم وضُرب وسُجن. ثم أرسل أحد التلاميذ الإثنين والسبعين إلى أبجر ملك الرها على حسب وعد المخلّص للرجال الذين جاؤوا يدعونه لزيارة ذلك الملك. واجتاز من بلاد العرب إلى الحبشة "فجعل القوم السود الوجوه قلوباً بيضاء بماء المعمودية" كما قال يوحنا فم الذهب، ومن هناك اجتاز إلى بلاد الهند.
أمّا الرأي الأرجح فهو أن الرسول قضى الشطر الأكبر من حياته في بلاد الهند، دخلها فقيرًا طويل الشعر أصفر الوجه ناحل الجسم كأنّه شبح يتحرّك. وأراد أحد عبدة الأوثان أن يهيّج الشعب على توما فذبح إبنه واتّهم الرسول بذلك، فوقف هذا أمام الجثّة وعمل عليها إشارة الصليب فقام الولد حيّاً معافى فآمن كثيرون بالربّ لرؤيتهم تلك الأعجوبة. وبينما كان توما يصلّي يومًا، فاجأه أحد كهنة الأصنام بسهم قتله وانقضّ عليه ومزّق جسده بالحجارة ونال إكليل الاستشهاد في سنة 75.
فلتكن شفاعته وصلاته معنا.