موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٥ مايو / أيار ٢٠٢٢
وزير خارجية الفاتيكان يستعد لزيارة العاصمة الأوكرانيّة خلال أيام

فاتيكان نيوز :

 

سيتوجّه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول (وزير الخارجيّة) المطران بول ريتشارد غالاغير إلى العاصمة الأوكرانية كييف، خلال الأيام القليلة المقبلة، في زيارة كان يُفترض القيام بها قبل الاحتفال بعيد الفصح ولكن تم تأجيلها لأسباب صحيّة.

 

هذا وأوضح أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، في تصريحات صحفيّة، إنّ المهمة التي سيقوم بها المطران غالاغير ترمي إلى التأكيد على الأهداف التي تعمل من أجلها أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان التي عملت وما تزال تعمل قدر المستطاع من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار يشكل نقطة انطلاق نحو السلام وانهاء العمليات العسكرية، معبّرًا عن أمله بأن ينطلق حوار جاد، بدون شروط مسبقة، يتم البحث خلاله عن حل لتلك الأزمة.

 

وحول مسألة إرسال الأسلحة لأوكرانيا، أوضح الكاردينال بارولين للحقّ المشروع في الدفاع عن النفس في وجه العدوان، كما يؤكد التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، ولكن بشروط محددة، أي أن يكون الرد ملائمًا مع حجم العدوان، وألا يسبب أضرارًا أكبر من الهجوم نفسه. وأقرّ بأنه من الصعب تحديد مفهوم "الحرب العادلة"، وبالتالي ثمة حاجة إلى معايير واضحة كي تُواجه مسألة التسلح بطريقة عادلة ومعتدلة.

 

وأكد أن الطرفين المتنازعين مدعوان للتوصل إلى اتفاق، لأن الجغرافيا تُلزمهما على العيش جنبًا إلى جنب، لأن البلدين يتقسمان حدودًا طولها آلاف الكيلومترات. وقال: من المؤسف أننا لم نتعلم العبر من الماضي، ولم ندرك أهمية البحث عن الحلول قبل بدء القتال، وهذه كانت أمنية الفاتيكان على الدوام. ولفت إلى أن مفهوم تعددية الأطراف بدأ يندثر مؤخرًا، ومن البديهي أنه عندما يصب كل طرف اهتمامه على مصالحه الخاصة، ولا يسعى إلى إيجاد حلول متقاسمة، يتحقق السيناريو الموجود اليوم أمامنا.

 

وعن العلاقات بين الفاتيكان وبطريركية موسكو، وهي مسألة تطرّق إليها البابا فرنسيس في مقابلة مع صحيفة إيطاليّة مؤخرًا، قال الكاردينال بارولين: إننا نمرّ اليوم بمرحلة صعبة، ولا بدّ من الإقرار بذلك، لكن هذا الأمر لا يعني أن العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكيّة والكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة عادت إلى نقطة الصفر، لكنها ازدادت صعوبة بسبب التطورات الراهنة.

 

أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير

لا لسباق التسلّح، نعم للحوار!

 

من جهته، أشار المطران غالاغير إلى حق أوكرانيا في الدفاع عن النفس، إلا أن البابا فرنسيس والكرسي الرسولي يحذران من الدخول في سباق تسلّح، خاصة وأننا أمام حرب خطيرة لما لها من بعد نووي، ويدعوان في المقابل إلى توفير فسحة للحوار والنقاش من أجل بلوغ السلام. بالتالي، أكد على أن موقف الفاتيكان على دعم أية مساعي للحوار، مشددًا على ضرورة البحث عن حلول. وتابع أن الكرسي الرسولي، وكما فعل خلال الحرب البادرة، يخلق فسحات للحوار من أجل التوصل إلى تفاهم.

 

وذكّر المسؤول الفاتيكاني بتضامن الكرسي الرسولي مع أوكرانيا، فأشار على سبيل المثال إلى الزيارات التي قام بها كرادلة كمبعوثين للأب الأقدس. وأضاف أن علامات التضامن هذه لا تكفي إلا أنها لفتات هامة لتقديم التشجيع والرجاء من قبل البابا فرنسيس الذي يهتم بشكل كبير بمعاناة البشر ويريد تعريف العالم بأسره بهذه المعاناة. كما ذكّر بما للكلمات من ثقل في النشاط الدبلوماسي، مضيفًا أن من الضروري تفادي استغلال الأقوال كما ويجب من جهة أخرى العودة إلى الوضوح والصدق.

 

وحول العلاقة مع البطريرك كيريل والكنيسة الروسيّة الأرثوذكسيّة في ضوء الحرب في أوكرانيا، قال المطران غالاغير أنه لا يمكن إنكار وجود بُعد ديني لهذا النزاع بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن الحوار المسكوني هو أولوية بالنسبة للبابا فرنسيس. وأضاف أنه لا تتوفر الآن الظروف المناسبة للقاء بين البابا والبطريرك كيريل، إلا أن الحوار سيستمر.