موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
 
بفخر واعتزاز يملآن القلوب، تابع أبناء الكرك الزيارة الملكية السامية التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني يوم أمس إلى محافظة الكرك، في لقاء وطني مميز حمل في طياته رسائل الأبوة الصادقة، المحبة للكرك وابنائها. لقد كانت زيارة جلالته إلى الكرك أكثر من جولة ميدانية، بل كانت نبضة قلب قائد يقترب من شعبه، يسمع، ويدون، ويوجه بعين ساهرة على مستقبل الوطن، وبروح الأب الذي يحمل هم أبنائه جميعا.
ورغم عدم وجود تمثيل رسمي من الكنيسة اللاتينية في هذا اللقاء، وهي كنيسة تاريخية ولها حضور مؤسساتي وتربوي وانساني في المجتمع ، ولها احترامها من كافة مكوّنات المجتمع، إلا أن ما لمسناه من خلال الصور ومقاطع الفيديو، وما نقله الحاضرون، كان كفيلا بأن يظهر روح الأب الراعي التي يحملها سيد البلاد في كل خطوة يخطوها بين أبناء وطنه. لقد شعرنا، كما شعر الجميع، بأن جلالته لا يفرق بين أبناء الأردن، بل يرى في كل واحد منهم ابنا عزيزا يستحق الإصغاء والرعاية. تلك هي الأبوة الحقيقية التي ميزت العرش الهاشمي عبر الأجيال، والتي جعلت من القائد رمزا للقيادة التي تجمع بين الإنسانية والحكمة.
كان لافتا مشهد جلالته وهو يمسك الورقة والقلم بيده، يسجل الملاحظات شخصيا، في صورة تختصر جوهر القيادة الهاشمية: قائد لا يكتفي بالاستماع، بل يدوّن، ويتابع، ويأمر بالتنفيذ. مسؤولية يعيشها جلالته كرسالة محبة صادقة لأبناء وطنه في كل شبر من أرض الأردن.
وخلال اللقاء، وجه جلالته الحكومة إلى تعزيز العمل في محافظة الكرك، مؤكدا أن التنمية لا تُختزل في العاصمة وحدها، وأن العدالة الوطنية تقتضي أن تنال المحافظات نصيبها من المشاريع والخدمات. وقد حمل قراره بإعطاء الأولوية لمشروع تلفريك الكرك على مثال مشروع عمان دلالة عميقة على ثقته بقدرات الجنوب وإمكاناته، وإيمانه بأن الكرك ليست مجرد مدينة تاريخية، بل ركيزة أساسية في مستقبل الأردن الاقتصادي والسياحي.
كلمات جلالته في ذلك اللقاء لم تكن مجرد حديث سياسي، بل كانت نداء روح يبث في النفوس العزم والأمل، ويدعو إلى الإيمان بالعمل والجد والمثابرة. لقد لامست كلماته قلوب الكركيين، فأيقظت فيهم العزيمة المتجددة بأن الأردن بخير ما دام قائده قريبا من شعبه، حاضرا بين الناس، يسمعهم ويشعر بهم.
لقد أعادت زيارة جلالته إلى الكرك تأكيد المعادلة الهاشمية الأصيلة: القيادة في خدمة الشعب، وكل من القيادة والشعب في خدمة الوطن الواحد. وهي معادلة لا تكتب بالشعارات، بل تترجم بالفعل والموقف والالتزام، كما رأيناها في وجه الملك وابتسامته وكلماته الصادقة.
وهكذا، أثبتت الكرك مرة أخرى أنها محطة القلب الهاشمي، وأرض الوفاء والكرامة التي لا تغيرها الأيام. الكرك التي احتضنت تاريخ الوطن ومجده، فتحت ذراعيها لقائدها كما تفتح قلبها لكل أردني، لتقول له باسم أبنائها جميعًا: نحن معك يا جلالة الملك، في مسيرة بناء وطن يسوده الحب، وتظله العدالة، ويزهو بالكرامة.
(الدستور الأردنية)