موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
نشرت كاريتاس الدولية، الخميس 14 آب، بيانًا مشتركًا وقّعته إلى جانب أكثر من 100 منظمة إنسانية، ندّدت فيه بشدّة بمواصلة منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وجاء في البيان أنه، ورغم تصريحات السلطات الإسرائيلية بغياب أي عوائق أمام دخول المساعدات، فإن الجزء الأكبر من المنظمات الدولية غير الحكومية لم يتمكّن منذ 2 آذار من إدخال حتى شاحنة واحدة محمّلة بالإمدادات المنقذة للحياة.
وأضاف البيان أنّ إسرائيل ترفض طلبات عشرات المنظمات بحجّة أنها "غير مخوّلة لنقل المساعدات"، مشيرًا إلى أنّ أكثر من 60 طلبًا قد رُفض بهذه الذريعة خلال شهر تموز وحده، بينما تتراكم المساعدات في المخازن بدلًا من توزيعها على المحتاجين. وأكدت كاريتاس الدوليّة والمنظمات الموقّعة أنّ هذا المنع أدّى إلى تعطيل إدخال مساعدات غذائية ودوائية ومائية تقدّر قيمتها بملايين الدولارات، فيما يواجه الفلسطينيون المجاعة.
ونقل البيان عن شون كارول، رئيس منظمة "المعونة الأمريكية للاجئي الشرق الأدنى" الأمريكية، أنّ المساعدات التي مُنع إدخالها إلى غزة لصالح منظمته وحدها تتجاوز قيمتها 7 ملايين دولار، بينها كميات من الأرز تكفي لتحضير 6 ملايين وجبة، عالقة في ميناء إسدود.
وأوضح البيان أنّ معظم المنظمات التي رُفض إدخال مساعداتها بحجّة "عدم التخويل" تعمل في غزة منذ عقود، ما أكسبها ثقة السكان وخبرة كبيرة في المجال الإنساني. غير أن استبعادها ترك المستشفيات بلا تجهيزات أساسية، وتسبّب بموت الأطفال والمسنين وذوي الإعاقة إمّا جوعًا أو بسبب أمراض قابلة للعلاج.
وتوقّف البيان عند العقبات المفروضة منذ آذار الماضي، حيث تضع إسرائيل معايير سياسية مبهمة تُقيّد المنظمات غير الحكومية وتحوّل عملها إلى مجال خاضع للرقابة السياسية. وأشارت المنظمات إلى أن هذه الإجراءات تتعارض مع القانون الدولي وتُكرّس سيطرة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومن بين هذه العراقيل: فرض مهَل قصيرة لتقديم قوائم بأسماء العاملين الفلسطينيين، وصلت أحيانًا إلى سبعة أيام فقط، وإلا تُهدَّد بعض المنظمات بترحيل كوادرها الدولية.
وأكد البيان أنّ تسليم هذه البيانات الحساسة يخالف المبادئ الإنسانية، ويعرّض حياة العاملين للخطر، مذكّرًا بأن 98% من العاملين الإنسانيين الذين قُتلوا هم من الفلسطينيين. واعتبرت المنظمات أنّ هذه الإجراءات تهدف عمليًا إلى تعطيل إيصال الغذاء والدواء وسط أسوأ مشهد للجوع.
ونقل البيان أيضًا عن بشرى الخالدي، مسؤولة السياسات في منظمة أوكسفام، أنّ إسرائيل رفضت دخول مساعدات لمنظمتها تزيد قيمتها عن 2.5 مليون دولار، شملت الغذاء ومواد النظافة، مشيرةً إلى أن نظام تسجيل المنظمات يوجّه رسالة مفادها أنّ استمرار عملها سيكون على حساب استقلاليتها وحرية تعبيرها.
وأشار البيان إلى أنّ هذه العراقيل جزء من استراتيجية أوسع، تتجسّد أيضًا فيما يُعرف باسم "مؤسّسة غزة الإنسانيّة"، التي وصفها بأنها "أداة رقابة مميتة"، حيث قُتل منذ بداية عملها ما لا يقل عن 859 فلسطينيًا قرب مواقع توزيع المساعدات. وأكدت كاريتاس أنّ هذا النظام، إلى جانب عسكرة توزيع المساعدات، يهدفان إلى تحقيق أهداف سياسية وعسكرية متزامنة مع تصعيد العمليات الإسرائيلية وتعزيز احتلال غزة، وبالتالي ترسيخ الهيمنة وإزالة الوجود الفلسطيني.
وفي ختام البيان، وجّهت كاريتاس الدولية والمنظمات الموقّعة نداءً إلى الدول والجهات المانحة يدعو إلى: الضغط على إسرائيل لإنهاء عسكرة المساعدات ووقف العوائق البيروقراطية، وعلى رأسها نظام تسجيل المنظمات؛ الإصرار على أنّ المنظمات غير الحكومية غير ملزمة بالكشف عن بيانات شخصية حساسة تضع حياة العاملين واستقلاليتهم في خطر؛ المطالبة بفتح فوري وغير مشروط لجميع المعابر البرية، وتأمين الظروف الكاملة لإيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.