موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١ يونيو / حزيران ٢٠٢٥
في ختام الشهر المريمي، البابا يصلّي مع المؤمنين عند مغارة سيّدة لورد في الفاتيكان

فاتيكان نيوز :

 

في حضن حدائق الفاتيكان، وتحت ظلال المغارة التي تذكرنا بجوّ لورد المُفعم بالنِّعَم، ارتفعت أنغام الصلاة والتضرّع، في ختام شهر أيار، شهر مريم العذراء، بوقفة صلاة، اجتمع فيها المؤمنون من كلّ حدبٍ وصوب حول البابا لاون الرابع عشر، في ختام تطواف مهيب بالشموع، انطلق من كنيسة القديس اسطفانس، وتوّج أمام مغارة سيّدة لورد.

 

وفي ختام الصلاة ألقى البابا كلمة قال فيها: بفرحٍ عميق أتّحد معكم في عشيّة الصلاة هذه في ختام شهر أيّار المبارك. إنّه فعل إيمان بسيط ومفعم بالتقوى، نلتئم فيه معًا تحت رداء مريم الوالدي. وهذه السنة، تكتسب هذه الصلاة طابعًا خاصًّا، إذ تتناغم مع بعض الأبعاد الجوهريّة لليوبيل الذي نحتفل به: التسبيح، والمسيرة والرجاء، ولا سيّما الإيمان الذين نتأمّلُ به ونعلنه بشكل جماعي.

 

أضاف: لقد تلوتم معًا صلاة مسبحة الورديّة المقدّسة، تلك الصلاة التي وصفها القدّيس يوحنّا بولس الثاني ذات مرّة بأنّها ذات وجه مريميّ وقلب مسيحانيّ، إذ "تختزل في طيّاتها عمق الرسالة الإنجيليّة كلّها". في الواقع من خلال تأمّلكم بأسرار الفرح، خلال المسيرة التي سلكتموها، قد دخلتم، كما في حجٍّ روحيّ، في محطّات متعدّدة من حياة يسوع: إلى بيت الناصرة حيث تأمَّلتم ببشارة الملاك؛ إلى بيت زكريّا حيث تأمَّلتم بالزيارة – التي نحتفل بها اليوم؛ إلى مغارة بيت لحم حيث تأمَّلتم بالميلاد؛ إلى هيكل أورشليم حيث تأمَّلتم بالتقدمة، ثم إلى تلك اللحظة المباركة التي عثر فيها يوسف ومريم على يسوع. وقد رافقتكم، في صلاة السلام عليك يا مريم التي ردَّدتموها بإيمان، كلمات الملاك إلى أم الله: "افرحي أيتها الممتلئة نعمة، الرب معك"، وكلمات أليصابات التي استقبلتها بفرح: "مباركة أنت بين النساء ومبارك ثمرة بطنك".

 

تابع: هكذا إذًا، كانت خطواتكم مقرونة بكلمة الله، التي طبعت بإيقاعها: المضي والتوقّف والانطلاق، كما كان الحال لشعب إسرائيل في الصحراء وهم في طريقهم نحو أرض الميعاد. فلننظر، إذًا، إلى حياتنا كلّها كمَسيرة اتباع ليسوع، نسير فيها، كما فعلنا هذه الليلة، مع مريم. ولنطلب من الربّ أن يمنحنا النعمة لكي نمجّده كلّ يوم، "بالحياة واللسان، بالقلب والشفاه، بالصوت والسلوك"، متجنّبين كلّ نشازٍ بين ما نقوله وما نعيشه: فيتناغم اللسان مع السلوك، والشفاه مع الضمير.

وختم البابا لاون الرابع عشر كلمته بالقول: لتبْقَ فرحةُ هذه اللحظة حيّة فينا، ولتنمُ فينا يومًا بعد يوم، في حياتنا الشخصيّة والعائليّة، وفي كلّ بيئة، ولا سيّما في حياة هذه العائلة التي تخدم من هنا، من قلب الفاتيكان، الكنيسةَ الجامعة. ليباركنا الربّ، وليرافقنا دائمًا، ولتتشفع بنا العذراء مريم.