موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
من هم الأطفال التي ظهرت لهم العذراء مريـم في فاطيمة؟
١- فرانسيسكو ماركوس: ولِد في ١١ حزيران سنة ١٩٠٨ في فاطيمة، وتوفي في ٤ نيسان سنة ١٩١٩.
٢- جاسِنتا ماركوس: ولِدت في ١١ آذار سنة ١٩١٠ في فاطيمة، وتوفيت في ٢٠ شباط سنة ١٩٢٠ في ليزبون.
٣- لوسي دوس سانتوس: ولِدت في ٢٢ مارس سنة ١٩٠٧، وتوفيت في ١٣ شباط سنة ٢٠٠٥، في الدير الكرملي في كاوميرا – البرتغال.
كيف بدأت ظهورات العذراء مريم في مدينة فاطيمة - البرتغال؟
استُهلّت ظهورات السيدة العذراء مريـم الستة، من شهر مايو / أيار حتى شهر اكتوبر / تشرين الأول من العام ١٩١٧ في مدينة فاطيمة، والتي حدثت للأطفال الثلاث: لوسيّا البالغة من العمر ١٠ سنوات، وجاسِنتا البالغة من العمر ٧ سنوات، وفرانسيسكو البالغ من العمر ٩ سنوات ، بثلاثة ظهورات للملاك.
الظهور الأول للملاك في مدينة فاطيمة: شاهد أطفالٌ رُعاة من فاطيما في ربيع ١٩١٦ ملاك السلام ثلاث مرات، والذي كانت مهمّته تهيئتهم لمجيء السيدة العذراء. وقد شرح لهم كيفيّة الصلاة، والتكريم والتبجيل للرب أثناء صلاتهم.
الظهور الثاني للملاك في مدينة فاطيمة: خلال صيف ١٩١٦، ظهر الملاك للمرة الثانية على الأطفال حاثاً إيّاهم على الصلاة: "اتلو الصلاة وقدّموا التضحيات باستمرار للرب الإله القدّوس". وقد قدّم نفسه كملاك حارس للبرتغال.
الظهور الثالث للملاك في مدينة فاطيمة: في ظهوره الثالث والأخير على الأطفال في خريف ١٩١٦ في فاطيمة، أعطاهم الملاك القربان المقدّس، وشرح لهم كيفيّة تناول جسد المسيح ودمِهِ الكريمين في القربان المقدّس: ركع الأطفال الثلاثة للتناول القربان المُقدّس، فأُعطى لوسي خبز القربان المقدّس على اللسان، ودم المسيح الموضوع في الكأس لفرانسيسكو وجاسِنتا.
ظهور العذراء مريم الأول في مدينة فاطيمة
ظهرت القديسة مريـم العذراء لأول مرة في مدينة فاطيمة - البرتغال في الثالث عشر من شهر مايو من عام ١٩١٧. وقد كان الأطفال حينها يلعبون ويبنون جداراً صغيراً حينما رأوا فجأةً وميضًا من النور. فظنّوا أن هناك عاصفة آتية فقاموا بجمع قطيع الخراف ليأخذوه الى البيت. ثم رأوا مرة أخرى وميضًا من النور، وبعد ذلك بوقت قصير، شاهدوا فوق شجرة السنديان سيدة مرتدية ثوباً أبيض وتشع وهجاً أكثر من الشمس. وكانوا بالقرب منها لدرجة أن النور قد أحاط بهم. وقالت السيدة الجميلة: "لا تخافوا، لن أؤذيكم". فسألتها لوسيّا: "من أنتِ، ومن أين أتيت؟ وما الذي تريدينه منّي؟". فأجابت السيدة مريـم العذراء القدّيسة: "جئت من السماء، أتيت لأطلب منكم الرجوع إلى هنا في اليوم الثالث عشر من الشهور الستة القادمة في مثل هذا الوقت، وعندها سأعلمك من أنا وما أريده. ثم سآتي للمرة السابعة".
بعد ذلك سألتها لوسيّا: "هل سأذهب الى السماء أنا أيضًا". فأجابتها العذراء مريـم: "نعم". ثم سألتها عن جاسنتا؟ وأجابتها أيضاً بنعم. بعد ذلك سألتها عن فرانسيسكو؟ فقالت لها السيدة العذراء: "هو أيضًا، لكن يجب عليه أن يصلّي المسبحة مرات كثيرة". ثم سألتها لوسيّا عن الفتاتين اللتين تبلغان من العمر ١٦ و٢٠ سنة واللتين توفّيتا حديثًا، إذا كانتا في السماء؟ فأجابت العذراء: "الأولى هناك لكن الثانية: لا".
كان هذا الظهور الأول الذي عرفوا من خلاله العذراء مريـم لأول مرة. ثم بدأت بعد ذلك العذراء بإعلامهم بسبب مجيئها. "هل ستقدّمون أنفسكم الى الله لتحملوا الآلام التي سيعطيها لكم من أجل إصلاح الإثم وهداية الخاطئين؟"، فأجابوها ببراءة الطفولة وبساطة نبيلة: "نحن نريد ذلك". "عندها ستعانون الكثير، لكن نعمة الله ستكون قوّتكم!"، وحينما قالت "نعمة الله" فتحت يديها فخرج منهما شعاع من نور قويّ، دخل إلى صميم أرواحهم. وبهذه الطريقة، أرتهم أنفسهم في الله، الذي هو النور الذي دخل فيهم.
وقد قالت لوسيّا أنهم رأوا أنفسهم في ذلك الوقت أفضل من إستخدام أي مرأة ممتازة لذلك. ودفعتهم قّوة داخليّة إلى الركوع وترديد الصلاة التالية: "باسم الثالوث الأقدس، الآب، والإبن، والروح القدس، إننا نعبدك يا رب بإيمانٍ عميق، ونقدّم لك أعظم جسد، ودم، وروح، وألوهية يسوع المسيح، المتواجد في جميع أوعية خبز القربان المُقدّس في العالم، من أجل إصلاح وتعويض اللامبالاة، والازدراء، وعدم الوقار والإحترام الذي يظهره الناس تجاه الرموز المقدّسة والتي تضايق يسوع المسيح ونعتبره من الآثام والخطايا الجسيمة. ولأجل إستحقاقات قلب يسوع الأقدّس اللامتناهية، وقلب مريم الطاهر، نرجو منك هداية الخطاة المساكين".
وبعد فترة، قالت السيدة العذراء للأطفال: "صلّوا المسبحة الورديّة يوميًا لإحلال السلام في العالم ولإنهاء الحروب! وعند الانتهاء من صلاتها اتلوا الصلاة التالية: "يا يسوع الحبيب، اغفر لنا خطايانا. نجٌنا من نار جهنّم والمطهر، وخُذ إلى السماء جميع النفوس، خصوصًا تلك التي هي بأكثر حاجة إلى رحمتك". ثم تحرّكت العذراء ببطء، وإبتعدت عنهم متجهةً نحو الشرق.