حضرة مديري ومديرات المدارس ورياض الاطفال الأفاضل،

أعضاء الهيئتين الإداريّة والتّعليميّة الكرام،

أبنائي وبناتي الطّلبة الأحبّاء،

مع انطلاق العام الدّراسيّ الجديد 2025/2026، أجدّد مشاعر الاعتزاز والامتنان لكم جميعًا، وأعبّر عن سعادتي ببداية فصل جديد نطمح أن يكون زاخرًا بالفرص، ونابضًا بالحيويّة، ومليئًا بالتّجارب التّعليميّة، والتّربويّة الّتي تُسهم في صقل المهارات، وبناء شخصيّات متوازنة، وواعية.

نغتنم هذه المناسبة للتّرحيب بجميع المديرين، والطّلبة، والمعلّمين المنضمّين حديثًا إلى عائلة مدارس البطريركيّة اللّاتينيّة، سائلين الله أن تكون هذه البداية نقطة انطلاق لمسيرة معرفيّة واعدة، في بيئة محفّزة تُعزّز الثّقة، وتكرّس روح التّعاون، وتقوم على الاحترام، والدّعم المتبادل.

ونستهلّ هذا العام بهمم عالية، ورؤية واضحة، ملتزمين بمواصلة مسيرة التّحديث، والتّطوير التّربويّ. نضع في مقدّمة أهدافنا ترسيخ أساليب التّعليم المعاصر، وتفعيل دور الطّالب كشريك فاعل في التّعلّم، والارتقاء بجودة الأداء الأكاديميّ والتّربويّ. كما ونولي اهتمامًا خاصًّا بتوفير مناخ تعليميّ صحّيّ، وداعم، يُراعي احتياجات الطّلبة الفرديّة، ويهتمّ بنموّهم النّفسيّ والاجتماعيّ، ويُعزّز لديهم روح الانتماء والقيَم الوطنيّة، والمجتمعيّة.

وبكلّ فخر واعتزاز، نهنّئ طلبتنا الّذين أنهوا مرحلة الثّانويّة العامّة وحقّقوا إنجازات متميّزة في مدارسنا في الحصن، والوسيّة، والمفرق، والزرقاء الشماليّ، ومادبا، والمصدار، والفحيص. كما ونخصّ بالتّهنئة الطالب سليمان قندح من مدرسة الجبيهة، الحاصل على معدّل 99% في الفرع العلميّ، متمنّين له ولزملائه مزيدًا من التّألّق. ولا يفوتنا أن نُعبّر عن دعمنا الكامل وثقتنا الكبيرة بالطلبة الذين لم يحقّقوا النّتائج المرجوّة هذا العام، مؤمنين بأنّ أمامهم فرصًا جديدة تتطلّب التصميم، والإرادة لتحقيق النجاح.

أبنائي الطّلبة، أنتم جوهر هذه الرّسالة، ونقطة انطلاق كلّ إنجاز. اغتنموا هذا العام لتطوير ذواتكم علميًّا وسلوكيًّا، وكونوا على الدوام فاعلين، وفضوليّين، ومتسامحين. احرصوا على بيئتكم المدرسيّة، والتزموا بقوانينها، ووقّروا معلّميكم؛ فهم شركاؤكم في رحلة البناء والنموّ.

أعزّائي المعلّمين والمعلّمات، أنتم حجر الأساس وبكم يكتمل بناء أجيال المستقبل؛ فأنتم قدوتهم في التّعلّم والخلق، والعطاء. لنواصل أداء رسالتنا بكلّ إخلاص، مستندين إلى العدالة، والاحترام، والانفتاح على المعرفة المتجدّدة، ومراعين احتياجات كلّ طالب. فبكم تزدهر مدارسنا، ويكتمل معناها.

وفي السّياق ذاته، نؤكّد مواصلتنا تنفيذ الخطة الاستراتيجيّة الشاملة التي تمّ العمل عليها منذ العام الماضي، بعد جولات ميدانيّة، ومشاورات موسّعة مع شركائنا من إدارات، ومعلّمين، وأولياء أمور، وقد صيغت هذه الخطّة لتكون إطارًا مرجعيًّا يقود مدارسنا بخطى واثقة نحو المستقبل. وسنعمل على تفعيل هذه الركائز من خلال لجان متخصّصة، وفرق عمل متكاملة، واضعين نصب أعيننا بناء بيئة تعليميّة محفّزة، وآمنة، تحتضن التّنوّع، وتُعلي من شأن التّميّز والابتكار.

ولا يفوتني أن أُعبّر عن بالغ الشكر، والامتنان للمديرين، والمعلّمين، والمعلّمات الذين أنهوا خدمتهم هذا العام، بعد سنوات من العطاء الصّادق، والعمل المخلص. وستظلّ بصماتهم حاضرة في كلّ إنجاز حقّقته مدارسنا.

وفي مستهلّ هذا العام، نضع ثقتنا بالله، متوكّلين عليه، مستلهمين من كلمته المقدّسة "مَن زَرَعَ بِالتَّقْتِيرِ حَصَدَ بِالتَّقْتِيرِ، وَمَن زَرَعَ بِسَخَاءٍ حَصَدَ بِسَخَاءٍ" (2 قورنتس 6:9). ومستبشرين بوعده لأنّ "ٱللَّهُ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُفِيضَ عَلَيْكُمْ مُخْتَلِفَ ٱلنِّعَمِ، فَيَكُونَ لَكُمْ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ مَا يَكْفِي مُؤُونَتَكُمْ كُلَّهَا، وَيَفْضُلَ عَنْكُمْ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ" (2 قورنتس 8:9).

نسأل الله أن يحفظ أردنّنا الحبيب تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثّاني ابن الحسين المعظّم، ووليّ عهده الأمير الحسين بن عبدالله المعظّم، وأن يوفّقنا جميعًا لما فيه خير الأجيال القادمة. كلّ عام وأنتم بخير، وأمنياتي الصّادقة لكم بعامٍ دراسيّ ملؤه النّجاح والبركة.