موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٧ يوليو / تموز ٢٠٢٥
تاريخ وفن مقر إقامة البابا الصيفي في كاستل غاندولفو
منظر لبحيرة ألبانو حيث المقرّ الصيفي التاريخي للباباوات في مدينة كاستل غاندولفو

منظر لبحيرة ألبانو حيث المقرّ الصيفي التاريخي للباباوات في مدينة كاستل غاندولفو

ترجمة موقع أبونا :

 

في 10 أيار 1626، أصبح البابا أوربان الثامن أول بابا يزور كاستل غاندولفو. ومنذ ذلك الحين، استضافت هذه المدينة الواقعة في إقليم لاتسيو، والتي تبعد حوالي 25 كيلومترًا عن العاصمة الإيطاليّة روما، الباباوات خلال موسم الصيف.

 

هذا العام، سيقضي البابا لاون الرابع عشر إجازته هناك من 6 إلى 20 تموز، ثم من 15 إلى 17 آب.

 

بُنيت الفيلات البابويّة في كاستل غاندولفو على أنقاض فيلا الإمبراطور الروماني دوميتيانوس القديم (81-96م)، والمعروفة باسم "ألبانوم دوميتياني". وفي العصور الوسطى، شيّدت عائلة غاندولفي قلعة على الأنقاض، ثم انتقلت ملكيتها لاحقًا إلى عائلة سافيلي حتى عام 1596. وفي نهاية المطاف، صادرت المحكمة الرسوليّة الملكية من عائلة سافيلي بسبب ضائقة ماليّة.

 

وفي عام 1604، أُدمجت كاستل غاندولفو ضمن ممتلكات الكرسي الرسولي.

 

القصر الرسولي

تاريخ المقر الصيفي البابوي

 

حُوِّلت الفيلا القديمة إلى مقر صيفي بأمر البابا أوربان الثامن (واسمه الأصلي مافيو فينتشنزو باربيريني). وعلى مرّ القرون، وسّع الباباوات المقر وأغنوه: البابا ألكسندر السابع بمساعدة برنيني، والبابا كليمنضوس الرابع عشر من خلال شراء فيلا سايبو المجاورة، والبابا بولس الخامس بترميم قنوات المياه.

 

بدأت فترة طويلة من الهجر -حوالي 60 عامًا- بعد عام 1870 مع سقوط الدولة البابويّة.

 

بعد توقيع اتفاقيات لاتران عام 1929 بين الكرسي الرسولي وإيطاليا، استأنفت كاستل غاندولفو وظيفتها كمقرّ صيفي للبابا. وقد أُجريت أعمال ترميم واسعة النطاق، وتم ربط الحدائق الرئيسية الثلاث: جياردينو ديل مورو، وفيلا سايبو، وفيلا باربيريني. في عام 1934، نُقل مرصد الفاتيكان إلى الموقع وأُسندت إدارته إلى الآباء اليسوعيين، حيث حال تلوث الضوء دون إجراء عمليات رصد فلكية بالقرب من روما.

حديقة "كن مسبّحًا"

المقر الصيفي والباباوات

 

كان البابا بندكتس السادس عشر آخر بابا يقيم في كاستل غاندولفو، وذلك في الأسابيع التي سبقت انتقاله إلى دير "أم الكنيسة" في الفاتيكان، بعد استقالته عام 2013. والآن، يستعد سكان كاستل غاندولفو لاستقبال البابا لاون الرابع عشر، الذي سيقضي بعض الوقت هناك هذا الصيف.

 

زار البابا فرنسيس كاستل غاندولفو ثلاث مرات دون مبيت. كانت الأولى في 23 آذار 2013، حيث زار سلفه البابا بندكتس السادس عشر. وفي شباط 2023، أعلن عن إنشاء قرية "كُن مسبّحًا"، التي تقع في أجزاء من حدائق الفيلات البابويّة، بما في ذلك فيلا سايبو. وهذه القرية مخصّصة للأنشطة التعليميّة والاجتماعيّة التي تعزّز التنميّة المتكاملة والاهتمام بالبيئة.

 

منذ انتخابه، زار البابا لاون الرابع عشر كاستل غاندولفو مرتين: الأولى في 29 أيار، عندما زار قرية "كُن مُسبّحًا" والقصر الرسولي، والثانية في 3 تموز، عندما عاد لتفقد الأعمال الجارية في فيلا باربيريني، حيث سيقيم خلال عطلته.

 

ونتيجة لذلك، سيتم إغلاق متحف الآثار، الواقع في الطابق الأرضي من المبنى، أمام الجمهور. تحافظ هذه المساحة على القطع الأثرية المكتشفة بين عامي 1841 و1931، وهي جزء من عروض المتحف، منذ أن تمّ افتتاح المقر للجمهور في عام 2016 من قبل البابا فرنسيس.

 

وعلى عكس أسلافه، لن يقيم البابا لاون الرابع عشر في القصر الرسولي، بل في فيلا باربيريني، التي كانت تُستخدم -حتى الآن- كمتنزه رئيسي نظرًا لمساحتها الشاسعة. كانت في الأصل قصرًا صغيرًا بناه سيبيوني فيسكونتي في القرن السابع عشر في المنطقة المعروفة آنذاك باسم "مومبيكيو". وقد اشتراها تاديو باربيريني، ابن أخ البابا أوربان الثامن، عام 1630، ووسّع الحدائق ببساتين الزيتون والفاكهة والأسيجة النباتيّة، بالإضافة إلى ممر مرصوف بالحجر.

مرصد الفاتيكان

لا يزال مجمع المتحف مفتوحًا للجمهور

 

ستستمر زيارات المتحف حتى خلال إقامة البابا لاون الرابع عشر، مع بعض التغييرات في مواعيدها، وذلك وفقًا للأنشطة العامة للبابا، وخاصةً أيام الأحد خلال صلاة التبشير الملائكي، حيث يجتمع المؤمنون في ساحة الحرية القريبة.

 

بالإضافة إلى حديقة ديل مورو والحديقة السرية، يُمكن للزوار أيضًا المشاركة في جولات خاصة في مناطق مغلقة عادةً، تكشف عن الحياة الخاصة للباباوات: من كنيسة أوربان الثامن الصغيرة إلى قاعة البلياردو وقاعة الموسيقى. مع ذلك، خلال زيارة البابا لاون، سيكون مرصد الفاتيكان مغلقًا أمام الجمهور.

غرفة في القصر الرسولي

الأماكن التي تستحق الزيارة

 

يُعتبر القصر الرسولي قلب مجمع المتحف. يُمكن شراء التذاكر من شباك التذاكر أو عبر الموقع الإلكتروني لمتاحف الفاتيكان. وتُتيح هذه التذاكر الدخول إلى القصر الرسولي الذي يضم معرضًا في الطابق الأول، وفيه يُعرض صورًا لجميع الباباوات من القرن السادس عشر وحتى اليوم.

 

أما غرف الطابق الثاني، التي كان يقيم فيها الباباوات، فتشمل قاعة الكونسيستوار، وقاعة العرش، والغرفة السويسريّة، وغرفة النوم، والكابيلا الخاصة، والمكتبة، وغرفة الدراسة. كانت هذه الأماكن في السابق حكرًا على أقرب معاوني الباباوات.

جانب من المعرض

ملجأ خلال الحرب العالميّة الثانيّة

 

يتضمن مجمع المتحف أيضًا إمكانية الوصول إلى المجموعات التاريخيّة ومناطق العرض الجديدة التي افتُتحت في شباط 2024. تتضمن التذكرة حاليًا ثلاثة معارض: "بيليني وسودوما - آلام المسيح"، ومعرض مُخصص لنسيج رافائيل "رجم القديس اسطفان"، و"كاستل غاندولفو 1944".

 

يُخلّد هذا الأخير ذكرى الأشهر التي أصبح فيها المقر البابوي، نظرًا لوضعه الخارجي وبأمر من البابا بيوس الثاني عشر (واسمه الأصلي أوجينيو باتشيلي)، ملجأ وملاذًا آمنًا لأكثر من 12,000 نازح فروا من قصف الحرب العالميّة الثانيّة. وخلال تلك الفترة، وُلد حوالي 40 طفلًا في سرير البابا؛ وكان أول طفلين توأمين وسُميا أوجينيو بيو وبيو أوجينيو تكريمًا للبابا.