موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٦ مايو / أيار ٢٠٢٢
الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة تدشّن كنيسة القديس الحارث بن كعب النجراني في عُمان

أبونا :

 

ابتهجت الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة، مساء الخميس 26 أيار 2022، بالاحتفال الرسميّ لتدشين كنيسة القديس الحارث بن كعب النجراني، في عاصمة سلطنة عُمان مسقط، وذلك خلال صلاة الشكر التي ترأسها بطريرك أنطاكيّة للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر.

 

وشارك في صلاة الشكر والاحتفال الرسميّ متروبوليت أبرشيّة بغداد والكويت وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران غطاس هزيم، ولفيف من الأساقفة والكهنة، إلى جانب ممثّل وزير الأوقاف العُمانيّة مدير دائرة الرعاية الدينيّة في الوزارة السيد أحمد البحري، وحشد من الرسميّين والمؤمنين من مختلف أنحاء الأبرشيّة.

 

هذا وسيتم الاحتفال بالقداس الإلهي الأول يوم الجمعة.

 

هذا وأكد المطران هزيم على أن عُمان "بلد المحبّة والسلام، والأخوّة والتسامح والعيش المشترك، فالناس كلهم عيال الله. وهذه هي القواعد التي أرساها المغفور له السلطان قابوس الذي قدّم قطعة الأرض لبناء كنيسة عليها، بناءً على طلب المطران الراحل قسطنطين".

 

وقال: "أمّا اليوم، فجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد فهو خير خلف لخير سلف، لما يحمل من حنكة، ولما يحمل من قلب مُحبٍّ يحتضن كل العُمانيين وكل المقيمين في هذا البلد الطيب، مؤكدًا على المحبّة والتسامح والمودّة"، مقدّمًا الشكر أيضًا لوزير الأوقاف والشؤون الدينيّة الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله السالمي الذي سهّل كل الإجراءات، ومتابعًا سير أعمال البناء بشخص معاونة مدير دائرة الرعاية الدينيّة.

 

من هو القديس الحارث بن كعب النجراني؟

 

يُشار إلى أنّ الحارث بن كعب، الرئيس على مدينة نجران وجوارها، في شمالي اليمن، كان مسيحيًّا يسلك في مخافة الله، ويسوس مدينته بالحكمة والدراية، ويشهد له الجميع بالفضل والفضيلة. وكان قد تقدّم كثيرًا بالسنّ عندما واجه سيف الاستشهاد.

 

وخبر استشهاده هكذا كان: إنّ المتوليّ على مملكة سبأ، أو المملكة الحميريّة، أي بلاد اليمن، آنذاك، كان يهوديًّا، اسمه ذو النؤاس، وكان في صراع مع ملك الحبشة المجاورة، كالب (ألسبان) المسيحيّ. ولمّا كان ذو النّواس يخشى جانب مدينة نجران اليمنيّة أن تُعين عدّوه عليه، بسبب وحدة الإيمان بين نجران والحبشة، عزم على محو المسيحيّة من هناك، فحشد لذلك قوات كبيرة من العسكر، وأتى فحاصر المدينة. لكنّ نجران صمدت. فأخذها بالحيلة. ولمّا دخلها أعمل السيف في رقاب أبنائها. وكان يأتي بالناس ويخيّرهم بين الموت ونكران المسيح.

 

وأول من مثل لديه في المحاكمة شيخ نجران، الحارث، وقد جيء به محمولاً، لأنّنه كان قد بلغ الخامسة والتسعين من العمر. وقف الحارث أمام الغازي، فأبدى شجاعة فائقة، واستعدادًا تامًا لأن يموت من أجل اسم الرب يسوع، وألا ينكره. وكان مع الحارث جمع من الناس، بلغ عددهم أكثر من أربعة آلاف. فلمّا رأى ذو النؤاس أن ثني هذا الشيخ عن مسيحيته أمر مستحيل، أمر بالقضاء عليه، فقطعوا هامته.

 

وكما أبدى الحارث بن كعب مثل هذه الأمانة، أبدى رفاقه أيضًا، فتسارعوا، الواحد بعد الآخر، وأخذوا يسمون أنفسهم، على الجبين بدم شيخهم وكبيرهم استعدادًا للموت. عندئد، أمر الملك اليهوديّ بضرب أعناقهم أيضًا، وإلقاء بعضهم في أتون نار، فنال جميعهم إكليل الشهادة في عام 523 ميلاديّة. وتعيّد له الكنيسة في الرابع والعشرين من تشرين الأوّل.