موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة الأردن على خارطة السياحة الدينية العالمية من خلال مدينة البترا، التقى الدكتور فارس البريزات، رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، اليوم الخميس، سفير الفاتيكان في الأردن، رئيس الأساقفة جوفاني بيترو دال توزو، لبحث سبل التعاون في تعزيز السياحة الدينيّة وتسويق البترا كوجهة للحج المسيحيّ، خاصة في ظل توقعات تشير إلى تدفق أكثر من 30 مليون حاجّ مسيحي إلى روما هذا العام بمناسبة يوبيل 2025.
ويأتي هذا اللقاء في ظل الاستعدادات الجارية في روما لاستقبال ما يُقدّر بنحو 30 إلى 35 مليون حاج مسيحيّ في روما خلال عام اليوبيل 2025، وهي مناسبة دينية تُنظم كل 25 عامًا، وتستقطب الملايين إلى الفاتيكان والأماكن المقدسة في إيطاليا.
وناقش الطرفان أهميّة استثمار الزخم الديني العالمي الذي يشهده العالم الكاثوليكي، من خلال إدراج البترا، المدرجة على قائمة التراث العالمي، ضمن المسارات الدينيّة التي تستهدف الحجاج المسيحيين من مختلف الدول الكاثوليكيّة. وأكد البريزات على أن البترا ليست فقط وجهة سياحيّة فريدة، بل تحمل كذلك بعدًا روحيًّا وتاريخيًّا يرتبط بالتراث المسيحيّ، ما يجعلها مؤهلة لأن تكون جزءًا من مسارات الحج المسيحيّ في المنطقة.
من جانبه، أبدى السفير الفاتيكاني اهتمامًا كبيرًا بالتعاون مع الجانب الأردنيّ في هذا الإطار، مشيدًا بما تتمتع به المملكة من استقرار وأهميّة تاريخيّة ودينيّة، وبخاصة المواقع التي لها صلة مباشرة برحلة الحج المسيحي.
وفي ختام اللقاء، اتفق الطرفان على مواصلة التنسيق وبحث آليات الترويج المشترك، عبر السفارات والمؤسّسات الكنسيّة، لتكون البترا ضمن محطات الحج المسيحي، بما يعزّز مكانة الأردن كمركز للسياحة الدينيّة والروحيّة في المنطقة.
يُذكر أن سلطة إقليم البترا، وضمن خططها التسويقية المكثفة في السوق الأوروبي، كانت قد قامت مؤخرًا بإنارة معلم الكولوسيوم الشهير في روما بألوان البترا، احتفالاً بتوقيع اتفاقية توأمة مع إدارة الكولوسيوم، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحضور الدولي للبترا وترويجها كوجهة سياحية ثقافيّة وروحيّة عالميّة. كما نظّمت السلطة عددًا من الفعاليات الترويجية في قصر الحمراء بإسبانيا، تأكيدًا على عمق الروابط الحضارية والتاريخية بين الأردن والدول الأوروبية، وسعيًا لتعزيز التعاون المشترك في مجالات السياحة الثقافيّة والدينيّة.
يُشار إلى أنّ الأردن يضم عددًا من المواقع المُعترف بها رسميًّا من الفاتيكان، وعلى رأسها موقع معموديّة السيّد المسيح – المغطس، الذي زاره البابا فرنسيس 2014، والبابا بندكتس السادس عشر 2009، والبابا يوحنا بولس الثاني 2000، ما يمنح المملكة ثقلاً متزايدًا في ملف السياحة المسيحيّة العالميّة.