موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣ يونيو / حزيران ٢٠٢٥
البابا يرعى احتفاليّة لتكريم ذكرى الكاردينال الطوباوي يوليو هوسو

أبونا :

 

ترأس البابا ليون الرابع عشر احتفاليّة لتكريم الكاردينال الطوباوي يوليو هوسو، أسقف كلوج غيرلا للروم الكاثوليك وشهيد الإيمان خلال فترة الاضطهاد الشيوعي في رومانيا. وشدّد على أهميّة التمسّك بإرثه في التضامن والوئام بين الأديان، مشجّعًا المؤمنين على الاقتداء بمثاله في الرجاء والشجاعة والرحمة.

 

وأُقيمت الاحتفاليّة، بعد ظهر يوم الاثنين في كنيسة سيستين، إحياءً لمرور خمس سنوات على زيارة البابا فرنسيس الراحل إلى رومانيا، واحتفاله في ميدان الحريّة ببلاج بقداس تطويب سبعة أساقفة من الروم الكاثوليك شهداء، من بينهم يوليو هوسو. وقد تم الاتفاق على إقامة هذا الحدث قبل عام مع البابا الراحل بناءً على طلب اتحاد الجاليات اليهوديّة في رومانيا.

 

في مستهل كلمته أمام الحضور، قال البابا لاون: "اليوم، بمعنى ما، يدخل هذه الكنيسة"، في إشارة إلى الكاردينال هوسو، الذي عيّنه القديس بولس السادس كاردينالًا في 28 نيسان 1969 بينما كان لا يزال مسجونًا في ظل النظام الشيوعي في رومانيا. واستذكر البابا شجاعة هذا الأسقف وثباته، الذي ظلّ وفيًّا لكنيسة روما حتى في ظلّ الاضطهاد الشديد.

 

وفي كلمته أمام المشاركين، ومن بينهم ممثلون عن الكنيسة اليونانية الكاثوليكية في رومانيا، والسلطات المدنيّة، ورئيس اتحاد الجاليات اليهودية في رومانيا، قال البابا لاون الرابع عشر إنّ إرث الكاردينال هوسو "رمزٌ للأخوّة يتجاوز جميع الحدود العرقيّة والدينيّة".

مدافع عن المظلومين

 

وأشار البابا إلى العملية الجارية منذ عام 2022 لمنح الكاردينال هوسو لقب "الصالح بين الأمم"، وهي مبادرةٌ نبعت من التزامه الشجاع لحماية اليهود في شمال ترانسلفانيا وإنقاذهم، عندما نفّذ النازيون خطة لترحيلهم إلى معسكرات الإبادة خلال الأعوام 1940 و1944.

 

ولفت إلى أنه "على الرغم من المخاطر الجسيمة التي تعرّض لها، هو والكنيسة اليونانيّة الكاثوليكيّة، قام هوسو بأعمال واسعة النطاق من أجل اليهود بهدف منع ترحيلهم". واستشهد البابا برسالة رعويّة صدرت في 2 نيسان 1944، موجهة للإكليروس والمؤمنين، وفيها أطلق نداءً إنسانيًّا "لمساعدة اليهود ليس فقط بأفكاركم، بل أيضًا بتضحياتكم، مدركين أنه لا يوجد عمل أكثر نبلاً من تقديم المساعدة المسيحيّة والرومانيّة، النابعة من محبّة إنسانيّة سخيّة". وبحسب الشهادة الشخصيّة للحاخام الأكبر السابق، فقد ساعد الكاردينال هوسو في إنقاذ أرواح الآلاف من اليهود شمال ترانسلفانيا.

الإيمان المتجذر في المغفرة

 

ووصف البابا الكاردينال هوسو بأنه "رجل حوار ونبي رجاء"، طوبّه البابا فرنسيس في 2 حزيران 2019 في بلاج، وفي عظته، استشهد البابا الراحل بعبارة للكاردينال لخصت حياته كلها: "لقد أرسلنا الله في ظلام المعاناة هذا كي نغفر ونصلّي من أجل توبة الجميع".

 

وقال: "تجسّد هذه الكلمات روح الشهداء: إيمان راسخ بالله، خالٍ من الكراهية، ومقترن بروح الرحمة التي تُحوّل المعاناة إلى محبة للذين يضطهدوننا. وحتى الآن، لا تزال هذه الكلمات دعوةً نبويّة للتغلب على الكراهية من خلال المغفرة، ولعيش إيماننا بكرامة وشجاعة".

لنقل "لا" للعنف بكلّ أشكاله

 

وقارن البابا لاون الرابع عشر بين مثال هوسو وتعاليم بيان المجمع الفاتيكاني الثاني "في عصرنا" حول علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحيّة، الذي كتبه البابا بولس السادس، وسيتم الاحتفال بمرور 60 عامًا على إصداره في 7 كانون الأول المقبل.

 

وقال: "إنّ ما فعله ليهود رومانيا يجعله اليوم نموذجًا للحريّة والشجاعة والكرم، حتى أنه قدّم تضحية عظيمة. ولذلك، ينبغي أن يُصبح شعاره ’إيماننا حياتنا‘ شعارًا لكل واحد منا". ووجّه قداسته نداءً قويًّا ضد جميع أشكال العنف، وخاصة تلك الموجهة ضد الفئات الأكثر ضعفًا: "لنقل ’لا‘ للعنف بكلّ أشكاله، وخاصةً عندما يُرتكب ضد الأشخاص العزّل والضعفاء، مثل الأطفال والعائلات".