موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أكد قداسة البابا لاون الرابع عشر، خلال كلمته للمشاركين في ندوة دولية نظمتها الأكاديميّة الحبريّة للاهوت حول "الخليقة والطبيعة والبيئة من أجل عالم يسوده السلام"، أن اللاهوت يمتلك "دافعًا رسوليًا وحواريًا" يسهم في بناء مستقبل أفضل.
وأشار إلى أهميّة موضوعات الاستدامة البيئية والعناية بالخليقة، مؤكدًا أنّ "جهد تحسين الظروف البيئية والاجتماعية في عالمنا يتطلّب التزام الجميع". واعتبر أنّ المشاركين في الندوة قدّموا "علامة أمل" بفضل تبنيهم منظورًا بين الثقافات والأديان، بما يتوافق مع الرؤية المتجدّدة للأكاديمية كما أرادها البابا فرنسيس.
ووصف البابا اللاهوت بأنّه "بُعد أساسي من العمل الرسولي والإرسالي للكنيسة"، داعيًا إلى تطوير لاهوت متجسّد، "يخرج وينطلق"، يجمع بين الدقة العلمية والشغف بالتاريخ، ويكون حاضرًا في الواقع المعاش للإنسانية. وشدّد على أهمية الاقتداء بعلماء اللاهوت العظام مثل القديس أغسطينوس وتوما الأكويني، إضافة إلى الطوباوي أنطونيو روسميني، الذين عرفوا كيف يجمعون بين الإيمان والعقل، وبين التأمل والصلاة، والممارسة العملية.
وأكد البابا أنّ اللاهوت ليس فقط علمًا، بل "الحكمة التي تفتح آفاقًا وجودية أوسع، من خلال الحوار مع العلوم والفلسفة والفن والخبرة الإنسانية بأسرها". كما أبرز أهميّة العقيدة الاجتماعية للكنيسة في خدمة الإنسان في كل أبعاده الشخصية والاجتماعية والسياسية، محذرًا من أن تطورات الذكاء الاصطناعي في العالم تتطلب الالتزام برؤية أنثروبولوجية وأخلاقية تعكس كرامة الإنسان.
وحثّ البابا اللاهوتيين على تنمية لاهوت يقوم على اللقاء الشخصي والمحوّل مع المسيح، ويسعى إلى التجسّد في أحداث الإنسانية المعاصرة، مع تشجيع الحوار بين التخصصات المختلفة وبين اللاهوتين أنفسهم. وأشار إلى الوجوه الثلاثة للأكاديمية: الوجه الأكاديمي العلمي، والوجه الحكمي، والوجه التضامني من خلال أعمال أعمال المحبة والخدمة. واختتم البابا كلمته بشكر اللاهوتيين على جهودهم، وحثّهم على "تطوير وتجسيد هذا اللاهوت الحكمي، في خدمة الكنيسة والعالم".