موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
ألقى البابا لاون الرابع عشر خطابًا في القصر الرئاسي في أنقرة، خلال لقائه بالسلطات وممثّلي المجتمع المدني والسلك الدبلوماسي، شكر فيه "من أعماق قلبه" الاستقبال الحار، وأعرب عن سروره بأن يبدأ من تركيا زياراته الرسوليّة، معتبرًا أنّ هذه الأرض "مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأصول المسيحيّة" وتدعو الإنسانيّة إلى "أخوّة تعترف بالاختلافات وتقدّرها".
وأوضح أنّ صورة الجسر على مضيق الدردنيل، شعار الزيارة، تعبّر عن الدور الخاص لتركيا في حاضر ومستقبل البحر الأبيض المتوسط والعالم، وفي تقدير التنوع الداخلي وربط الشرق بالغرب وآسيا بأوروبا. وأشار إلى أنّ المجتمعات الإنسانيّة صارت أكثر انقسامًا بسبب المواقف المتطرّفة، مؤكدًا أنّ المسيحيّين يسعون إلى الإسهام إيجابًا في وحدة تركيا، فهم جزء من الهويّة التركيّة.
ودعا قداسته تركيا أن تكون "عامل استقرار وتقارب بين الشعوب في خدمة سلام عادل ودائم". وشدّد على الحاجة إلى "شخصيات تشجّع الحوار وتمارسه بإرادة ثابتة وصبر ومثابرة"، في زمن يشهد مرحلة "صراع عالميّ شديد تسيطر عليه استراتيجيات القدرة الاقتصادية والعسكرية"، مؤكدًا أنّ "مستقبل البشريّة هو المهدّد"، لأنّ "الموارد تُنتزع من التحدّيات الحقيقيّة كالسلام ومكافحة الجوع والصحة والتربية والحفاظ على الخليقة".
وفي الختام، أكدّ البابا لاون أنّ "الكرسي الرسولي، بقوّته الروحيّة والأخلاقية وحدها، يريد أن يتعاون مع جميع الأمم التي تهتم بالتنمية الشاملة لكلّ إنسان وجميع البشر". وقال: "لذلك، لنسر معًا في الحقيقة والصداقة، متواضعين واثقين بعون الله".