موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢ يونيو / حزيران ٢٠٢٥
البابا لاون يدعو المؤمنين العلمانيين للانضمام إلى الرسالة الموجهة للعائلات

أبونا :

 

في عصر "يتميّز بسعي متزايد نحو الروحانية"، يجب على الكنيسة أن تعرف "كيف تنظر إلى البعيد، فتكون حارسة، أمام تحديات العالم، للتوق إلى الإيمان الذي يسكن في قلب كلّ إنسان". هذا ما دعا إليه البابا لاون الرابع عشر، الاثنين.

 

وفي رسالة وجهها إلى المشاركين في ندوة تنظمها دائرة العلمانيين والعائلة والحياة تحت عنوان "التبشير مع عائلات اليوم والغد. تحديات كنسيّة وراعويّة"، أكد قداسته على الحاجة إلى التواصل بشكل خاص مع العائلات "البعيدة روحيًا"، و"التي لا تشعر بأنها معنيّة، أو مهتمّة، أو التي تشعر بأنها مستبعدة من الكنيسة، ولكنها تودّ أن تكون جزءًا من جماعة تنمو معها وتسير معها".

 

وتساءل: "كم من هؤلاء الأشخاص يجهلون الدعوة إلى اللقاء مع الله!". وبدلاً من ذلك، أعرب البابا لاون عن قلقه من أنّ "الخصخصة المُنتشرة للإيمان كثيرًا ما تمنع هؤلاء الإخوة والأخوات من التعرّف على غنى الكنيسة وعطاياها، وعلى كونها مكان للنعمة، والأخوّة، والمحبّة".

 

 

الكنيسة مدعوة لكي تكون صيّادة للإنسانيّة

 

وأوضح البابا أنّه في كثير من الأحيان، وأثناء بحثهم عن نقاط ارتكاز تساعدهم على صعود دروب الحياة الجميلة والفرح الكامل، ينتهي بهم الأمر إلى الاعتماد على "نقاط ارتكاز زائفة" قائمة على نماذج حياة وهميّة غالبًا ما تروّج لها وسائل التواصل الاجتماعي - وهي وسائل في ذاتها جيّدة، ولكنها تصبح ضارّة عندما تُستَخدَم كوسائط لرسائل مضلّلة.

 

وفي هذا السياق، شدّد البابا على أنّ الكنيسة مدعوّة تحديدًا لتكون "صيّادة" للإنسانيّة، "لإنقاذها من مياه الشر والموت، من خلال اللقاء مع المسيح". وقال: إنّ الإيمان هو في المقام الأول هو "جواب على محبّة المسيح"، ولقاء مع شخص. وأعرب عن أسفه لأنّ المسيحيين غالبًا ما ينسون هذه الحقيقة، ويقدمون "الحياة المسيحيّة كمجموعة من الوصايا التي ينبغي اتباعها"، و"كدين أخلاقي صارم، ثقيل، غير جذّاب، وفي بعض النواحي غير قابل للتحقيق في واقع الحياة اليوميّة".

 

 

مسؤوليّة جميع المعمّدين

 

ولفت البابا لاون الرابع عشر إلى أنّه وبينما تقع المسؤوليّة أولًا على عاتق الأساقفة بأن يلقوا الشبكة في البحر، ويصبحوا "صيّادي عائلات"، فإنّ العلمانيين "مدعوون أيضًا لكي يشتركوا في هذه الرسالة، ليصبحوا، إلى جانب الكهنة، ’صيّادين‘ للأزواج، والشباب، والأطفال، والنساء والرجال من جميع الأعمار والظروف، لكي يلتقي الجميع من اللقاء بيسوع المخلص".

 

وقال: "أطلب منكم أن تنضموا إلى الجهود التي تبذلها الكنيسة بأسرها في البحث عن هذه العائلات التي لم تقترب بعد من تلقاء نفسها؛ لنتعلّم كيف نسير معها، وكيف نساعدها على أن تلتقي بالإيمان، فتصبح بدورها "صيّادة" لعائلات أخرى".

 

وحثّ قداسته المؤمنين على عدم السماح "بأن تُحبطهم المواقف الصعبة"، بل على "الانفتاح على معايير جديدة للتقييم، وأساليب مختلفة للعمل، لأنّ كل جيل يختلف عن الآخر، ويطرح تحديات وأحلامًا وتساؤلات خاصة به". وخلص إلى القول: "فوسط كل هذه التغيرات، يبقى يسوع المسيح ’هو نفسه أمس واليوم وإلى الأبد‘. لذلك، إذا أردنا أن نساعد العائلات على عيش مسيرة فرح وشركة، وأن تكون بذار إيمان لبعضها البعض، فعلينا أولًا أن نغذّي ونجدّد هويتنا كمؤمنين".