موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٩ يوليو / تموز ٢٠٢٥
البابا لاون الرابع عشر يترأس أول قداس إلهي من أجل العناية بالخليقة

أبونا :

 

بعد أيام قليلة من بدء عطلته الصيفية في بلدة كاستل غاندولفو، احتفل البابا لاون الرابع عشر، الأربعاء 9 تموز 2025، بأوّل قداس "من أجل العناية بالخليقة"، مستعملاً للمرّة الأولى الصيغة الجديدة لهذا القداس الذي أُدرج مؤخرًا في كتاب القداس الرومانيّ.

 

وأُقيمت الذبيحة الإلهيّة في قرية "كُن مُسَبَّحًا"، وهي مركز تعليمي يقع في المقر الصيفي للبابا، بالقرب من العاصمة الإيطاليّة روما، بمشاركة الكاردينال مايكل تشيرني، عميد دائرة خدمة التنمية البشريّة المتكاملة، وحضور موظفي المركز.

 

وبكلمات عفوية قبل بدء عظته، قال البابا إنّ القداس يُحتفل به محاطًا بالجمال في "كاتدرائية طبيعية".

 

وأشار إلى أن تصميم قرية "كُن مسبحًّا"، التي تضم مذبحًا في المقدمة وحوض ماء بالقرب منها، يُذكّر بالكنائس المسيحيّة القديمة، التي كان يوضع فيها جرن المعمودية بالقرب من المدخل، رمزًا إلى أن المسيحيين قد عبروا الماء ليتطهّروا من خطاياهم وضعفهم.

 

وأعرب عن أسفه للكوارث الطبيعية العديدة التي تصيب الناس حول العالم، والتي "غالبًا ما تكون ناجمة –ولو بشكل جزئي على الأقل- لمبالغة الإنسان وأسلوب حياته". وقال: "علينا أيضًا أن نصلي من أجل ارتداد كثيرين، داخل الكنيسة وخارجها، الذين ما زالوا لا يدركون أهميّة رعاية بيتنا المشترك".

وبالانتقال إلى النص المُعدّ لعظته، أشار إلى أنّ هدوء قرية "كُن مُسَبَّحًا" يتناقض مع ارتفاع الحرارة والصراعات المسلحة التي تُصيب عالمنا. "ومع ذلك، فإنّنا نؤمن ونحن في قلب اليوبيل، بأنّ هناك رجاء"، و"قد وجدناه في يسوع، مُخلّص العالم. وأنّ قوته لا تدمّر بل تخلق، وتهب حياة جديدة".

 

وفي تأمله حول تهدئة يسوع للعاصفة في البحر، أوضح بأنّ الأمثال التي كان يستخدمها يسوع لإعلان ملكوت الله غالبًا ما تُعيد إيقاع الحياة والفصول المتأصلة في الطبيعة. وعندما زجر الرياح والبحر، "يُظهر يسوع قوّة الحياة والخلاص، التي تغلب تلك القوى التي تشعر المخلوقات أمامها بالضياع".

وشدّد على أنّ رسالتنا كمسيحيين في رعاية الخليقة قد عهدها الرّب إلينا، لكي نُحقق رسالة المسيح في السلام والمصالحة في عالمنا المُضطرب. وقال: "لنصغي إلى صرخة الأرض والفقراء، لأنّ هذه الصرخة قد وصلت إلى قلب الله. غضبنا هو غضبه، وعملنا هو عمله".

 

لذلك، فإنّ الكنيسة مدعوة،  بصوتها في النبوّة، إلى إعلان صوت الحقيقة أمام الأمم "كي يتحوّل الشر إلى خير، والظلم إلى عدل، والجشع إلى شركة"، مشدّدًا على أنّ الكنيسة تشهد على "العهد الذي لا ينفصم بين الخالق والمخلوقات".

وذكّر بتركيز القديس فرنسيس الأسيزي على محبّة الله للخليقة كلها، التي تُعطي الحياة لكل شيء، مشيرًا إلى أنّ رسالة سلفه البابا فرنسيس "كُنْ مُسبَّحًا" تشدّد على أنّ "النظرة التأمليّة وحدها القادرة على أن تغيّر علاقتنا مع المخلوقات، وأن تُخرجنا من الأزمة الإيكولوجيّة الناجمة عن انقطاع العلاقة مع الله، ومع القريب، ومع الأرض، بسبب خطيئتنا".

 

وأشار إلى أنّ البابا الراحل أراد أن تكون قرية "كُن مُسَبَّحًا" "مختبرًا يُجسِّد التناغم مع الخليقة"، من خلال "صياغة أشكال جديدة وفعالة لحماية الطبيعة التي أوكلت إلينا". وفي الختام، دعا البابا لاون الرابع عشر المسيحيين إلى نشر هذا التناغم في جميع أنحاء العالم، مستلهمين من القديس أغسطينوس: "أعمالك تُسبّحك كي نُحبّك، ونحن نُحبّك كي تُسبحك أعمالك".