موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الإثنين، ٩ مايو / أيار ٢٠٢٢
البابا فرنسيس يطرح كتاب: بعنوان «معارضة الحرب: الجرأة لبناء السلام»

الاتحاد :

 

وسط راهن عالمي محفوف بالمخاطر، تلقّف الوسط الثقافي العالمي الطبعة الأولى - النّسخة الإيطالية من الكتاب الجديد للبابا فرنسيس، الذي صدر مؤخرًا عن دار «سولفيرينو»، ومطبعة مكتبة الفاتيكان، بعنوان «معارضة الحرب: الجرأة لبناء السلام»، في انتظار طبعات أخرى بلغات عدّة، تصدر منتصف أيار الحالي.

 

ونشر موقع «فاتيكان نيوز» مقدّمة طويلة للكتاب الذي أنجزه البابا بنفسه، ليؤكد من خلاله أن الجميع خاسر في أي حرب مهما كانت أسبابها وظروفها وحيثياتها. يقول الحبر الأعظم: «عندما نسمح لأنفسنا بأن يلتهمنا هذا الوحش المتمثل بالحرب، يخسر الجميع، ونُفني مخلوقات الله، نحن ننتهك بذلك المقدّسات ونهيئ مستقبلاً مليئًا بالموت والخراب».

 

وتكمن أهمية الكتاب الذي جاء في 192 صفحة، إلى جانب أنّه يبعث رسالة تُدين كلّ أشكال الحروب وصنّاعها، في أنّه يدعو إلى حلّ كلّ الصراعات والنّزاعات من خلال الحوار. يقول البابا في كتابه: «قبل عام، خلال رحلة حجّ بالعراق الجريح، كنت قادرًا على لمس الكارثة التي سببّتها الحرب والعنف بين الأشقاء والإرهاب، لقد رأيت أنقاض المنازل المهجورة والقلوب المكلومة، لكنني لمست أيضًا بذور أمل ولادة جديدة، لم أتخيّل حينها أبدًا أنّ صراعًا سينشب في أوروبا، ولكن للأسف لقد حدث، الآن نشهد جذوة الحرب بالقرب منّا، أعني الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بين جارتين شقيقتين».

 

ويشير البابا فرنسيس في كتابه المصاغ بلمسات أدبية، إلى اقتراح مأخوذ من نشرته البابوية التي صدرت عام 2020 تحت عنوانFratelli tutti  (كلنا أخوة وأخوات) يتمثل في أهمية استخدام الأموال التي تصرف على الأسلحة لإنشاء صندوق عالمي للقضاء على الجوع في العالم. ويقول البابا: «لو لم تكن ذاكرتنا ممحوة، لما أنفقنا عشرات ومئات المليارات من الدولارات لإعادة التّسلّح، ولتجهيز أنفسنا بأسلحة متطوّرة بشكل متزايد، ولتوسيع سوق الأسلحة وتهريبها لقتل الأبرياء من ضحايا الحروب، في حين كان ينبغي أن تتركز جهودنا على الصّحة العالمية وإنقاذ الأرواح من الفيروس».

 

ركز البابا فرنسيس في فصول كتابه على نبذ خطاب التّطرّف والكراهية، ويقول الحبر الأعظم «نحتاج إلى الحوار الحقيقي والاستماع والقدرة الدبلوماسية والإبداع والشفافية في التّخاطب، والسياسات بعيدة النّظر القادرة على بناء نظام تعايش إنساني جديد، مفعم بمرونة المحبة الكونية واحترام حقوق الإنسان، نظام لا يكون قائما على القوّة والتّدمير والسّطوة وحماقة الحرب، لا تمثل كل حرب هزيمة للسياسة فحسب، بل استسلاماً في مواجهة قوى الشّر والأنانية الفردية».