موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢٠ ابريل / نيسان ٢٠٢٤
أندريا تورنيلي يكتب: سيناريوهات الحرب وصرخة السلام المتصاعدة من الشعوب
نشر موقع فاتيكان نيوز مقالة افتتاحية لمدير تحرير دائرة الاتصالات الفاتيكانية أندريا تورنيلّي تطرق فيها إلى المواقف اللامسؤولة ومسؤوليات الشعوب حيال الصراع الدائر منذ أكثر من ستة أشهر في الشرق الأوسط، لاسيما في قطاع غزة، وأكد أن منطق رد الفعل والانتقام يؤدي إلى دوامة يصعب الخروج منها.

فاتيكان نيوز :

 

إنّ ما حدث في الأشهر الستة الماضية ويحدث للأسف اليوم في الشرق الأوسط يُبقي العالم في حالة من الترقب: العدوان الوحشي الذي ارتكبته حركة حماس في إسرائيل بقتلها 1200 شخص، معظمهم من المدنيين المسالمين؛ والقصف المكثف والغزو لقطاع غزة الذي أسفر عن مقتل حوالي 34 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، وكثير منهم من الأطفال؛ والغارة التي دمرت مقر البعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق؛ ورد إيران بالهجوم بالطائرات بدون طيار والصواريخ على أهداف عسكرية إسرائيلية؛ ثم الرد الإسرائيلي بمهاجمة أهداف عسكرية في إيران. كل هذا يشكّل خطرًا متزايدًا في أن يتحول التصعيد إلى خيارات بلا عودة، وأن يجر العالم بأسره إلى صراع مع عواقب لا تحسب أبعادها، وهذا الخطر يصبح أكثر واقعية كل يوم.

 

مع البابا فرنسيس، المسؤول العالمي الوحيد الذي تكشف كلماته عن وعيه بوجودنا أمام مفترق طرق مأساوي، نقول لا للحرب، لا للعنف، نعم للسلام، نعم للمفاوضات. قبل أكثر من عشرين عامًا، بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع في الحادي عشر من أيلول سبتمبر في قلب الولايات المتحدة، نشر القديس البابا يوحنا بولس الثاني رسالة بمناسبة اليوم العالمي للسلام بعنوان "لا سلام بدون عدالة، ولا عدالة بدون غفران". كلمات صحيحة، كلمات نبوية. إن منطق رد الفعل والانتقام، والرد الذي يجب أن يتبعه دائمًا، يؤدي إلى دوامة يصعب الخروج منها، وتدفع الشعوبُ عواقبها الكارثية.

 

في عالم يوجد فيه أناس غير مسؤولين، بدلا من الاستثمار في مكافحة الجوع، وفي تحسين الخدمات الصحية، وفي الطاقة المتجددة، في إنشاء اقتصاد أقل خضوعًا لأمراء المال وأكثر انتباهًا للصالح العام، يفكرون فقط في استثمار مبالغ ضخمة في إعادة التسلح، في أكثر الأدوات تطورًا لإنتاج الموت والدمار، ولا يمكن توجيه النداء إلا إلى مسؤولية الشعوب.

 

وبينما يرفع المؤمنون صلواتهم إلى الله لإلهام خيارات الحكام، ينضم ملايين الأشخاص إلى أصواتهم لرفع صرخة من أجل السلام. الحرب مغامرة لا عودة فيها: في عالم فيه ترسانات مليئة بالأسلحة النووية، تصبح هذه الكلمات المأساوية حقيقية أكثر فأكثر يومًا بعد يوم.