موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٨ يونيو / حزيران ٢٠٢٥
الأب رومانيلي يدعو الجماعة الدولية إلى عدم نسيان غزة
فلسطينيون يحملون أكياسًا وصناديقًا من الطعام والمساعدات الإنسانيّة التي تم تفريغها من قافلة برنامج الغذاء العالمي التي كانت متجهة إلى مدينة غزة، الاثنين 16 حزيران 2025

فلسطينيون يحملون أكياسًا وصناديقًا من الطعام والمساعدات الإنسانيّة التي تم تفريغها من قافلة برنامج الغذاء العالمي التي كانت متجهة إلى مدينة غزة، الاثنين 16 حزيران 2025

فاتيكان نيوز :

 

مما لا شك فيه أن الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وإيران أبعدت الأنظار عن الصراع الدائر في قطاع غزة منذ أكثر من عشرين شهرًا، وحيث يستمر التصعيد ومعه سقوط المزيد من الضحايا. ويرى المراقبون أن القطاع بات بالنسبة لإسرائيل جبهة ثانوية.

 

للمناسبة أجرت وكالة الأنباء الكنسية "سير" مقابلة مع كاهن رعيّة العائلة المقدّسة في غزة الأب غابريال رومانيلي الذي أوضح أن شمال القطاع بات مدمرًا بالكامل، مشيرًا إلى أن السكان يموتون يوميًّا، داعيًا الجماعة الدولية إلى عدم نسيان غزة.

 

مأساة يوميّة

 

في حديثه للوكالة التابعة لمجلس أساقفة إيطاليا، شاء الكاهن الأرجنتيني أن يُقدّم صورة عن المأساة التي يعيشها الغزاويون كل يوم. وجاءت كلماته في وقت تصب فيه وسائل الإعلام العالمية اهتمامها على الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وإيران في 13 حزيران الحالي، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في طهران وتل أبيب ومناطق أخرى في البلدين.

 

وقال إن أحدًا لم يعد يتكلم عن غزة اليوم، فيما لا يزال الصراع مستمرًا والمواطنون يعيشون مأساة لا تعرف نهاية، لافتًا إلى أن غزة أصبحت بالنسبة لإسرائيل جبهة ثانوية بعد فتح الجبهة مع إيران، وردد القول المأثور "بعيد عن العين، بعيد عن القلب" مع أن عشرات الأشخاص يُقتلون يوميًا، لاسيما من يتدافعون إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في رفح جنوبًا التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل.

 

وأوضح بأن السكان في غزة يناضلون يوميًّا من أجل البقاء على قيد الحياة. وقال: تصوروا مدينة كبيرة مثل روما حيث يُجبر سكانها على أخذ الطعام من ثلاث أو أربع نقاط توزيع منتشرة في أحياء مختلفة. هذا ناهيك عن المخاطر التي يواجهها هؤلاء السكان. وأضاف إنّ ما نشهده في غزة هو أمر مخز، مشدّدًا على ضرورة ألا تنسى الجماعة الدولية قطاع غزة.

أسعار خياليّة

 

وأشار إلى أن العائلات التي كانت قد ادخرت بعض المال، أنفقته بالكامل لشراء مواد غذائية بأسعار خياليّة، موضحًا أن كيلوغراما واحدًا من البن وصل سعره إلى ألف شيكل، ما يوازي مائتين وخمسين يورو. وقد حمل الوضع السكان على اللجوء إلى كل الوسائل المتاحة لسد جوعهم.

 

كما لفت إلى أن الطلقات النارية وأصوات القنابل تُسمع في كل مكان، لافتًا إلى أن الشظايا تصل غالبًا إلى كنيسة العائلة المقدسة، المتواجدة في حيّ الزيتون بمدينة غزة، مع العلم أن الرعيّة توفّر المأوى لحوالي خمسمائة مهجر مسيحي، فقدوا كل شيء. وأوضح أنه يوجد بين هؤلاء أطفال معوقون وأشخاص مرضى تعتني بهم راهبات الأم تريزا دي كالكوتا.

أمل وسط الألم

 

ولفت الكاهن الأرجنتيني إلى أن الرعيّة تسعى بشتى الوسائل إلى تلبية احتياجات المهجرين. وهي تلجأ إلى المواد الغذائية التي تم جمعها لمواجهة الأزمة من أجل مساعدة آلاف العائلات المسلمة المقيمة في جوار الكنيسة. وقال إن العديد من المنتجات الغذائية بدأت تنفد، والأسعار مرتفعة جدًا، مشيرًا إلى أن الغزاويين فقدوا كل أمل بالمستقبل، فيما يحاول المسيحيون أن يجدوا في الصلاة ركيزة لرجائهم. وقال: "إن الحرب ستنتهي، مع أننا لا نعرف متى. لكنها ستنتهي".

 

وتحدّث عن التزام العديد من المتطوعين، العلمانيين والمكرسين، الذين وعلى الرغم من الأوضاع المأساويّة ينظمون نشاطات لاسيما لصالح الأطفال والفتيان. وقال إن هذه البرامج الترفيهية تهدف إلى التخفيف من الأعباء النفسية الناتجة عن الحرب الدائرة في القطاع. وأضاف أن الرعيّة تنظم لقاءات للأطفال يقوم خلالها الصغار بكتابة مذكراتٍ تتضمن أفكارهم، آمالهم وتطلعاتهم، ويرفقونها بصور القديسين وبسيرة حياتهم. وبهذه الطريقة يمضون وقتهم بين اللعب والكتابة. لأن هكذا يستمر أهالي غزة في البقاء.