موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٧ ابريل / نيسان ٢٠٢٥

لتستقبلك الملائكة في السماء!

بقلم :
كارول علمات - الأردن
لتستقبلك الملائكة في السماء!

لتستقبلك الملائكة في السماء!

 

أبى إلا أن يودع العالم ببركة القيامة المجيدة.. يوم أحد الفصح الذي توحد بالاحتفال به جميع المسيحيين في العالم أجمع! وقد كانت آخر كلمات له" فصح مجيد، المسيح قام..." وكأنه بهذه البركة الأخيرة يدعو الرعيّة لأن تكون رعيّة واحدة.

 

رحلت أيها البابا المحبوب، محب الفقراء ورجل السلام، رحلت بعد أن قدت كنيسة بطرس لاثني عشر عامًا،  كعدد تلاميذ يسوع، والآن ستسلم دفة القيادة إلى من سيكمل درب اليوبيل مع حجاج الرجاء، في عام أنت من افتتحت باب رحمته. واليوم يفتح لك المسيح المنتصر على الموت ذراعيه ليستقبلك مع مريم أم الكهنة.. مريم التي أحببتها وقدّمت لها كل أسفارك وتنقلاتك.. وها هي اليوم تقف مع المجدلية والرسل وتستقبلك بعد أن غادرت الأرض الفانية مسافرًا لحياة الفرح السرمدي.

 

اليوم، وبعد أن هتف العالم بقلب واحد وبفرح غامر "هللويا.. لقد قام كما قال!"، تبكيك المقل بدموع ذوارف وقلوب حزينة، ولكنها مغلفة برجاء القيامة.

 

تقف الجماهير اليوم في ساحة القديس بطرس.. تنظر إلى الشرفة التي تباركت بطلتك البهية يوم أحد القيامة ولم تكن تعرف هذه الجماهير، ومعها العالم، بأنك قد قلت لهم وداعًا ومنحتهم بركة الفصح الأخيرة لتذهب وتعد لهم مكانًا بجانب يسوع القائم!

 

لقد عشت حياتك الأرضية متواضعًا زاهدًا، داعيًا دومًا إلى المحبة والعطاء، ولطالما ارتفع صوتك عاليًا تدعو إلى سلام القلوب والبلدان .

 

عشت حياتك مناديًا باحترام حياة الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله، ولطالما دعوت إلى عيش قيم الإنجيل في المجتمعات والعائلات.

 

أحببت الشباب وشاركتهم أيام الشبيبة في أنحاء شتى من العالم، ولطالما دعوتهم إلى عيش الحياة بفرح وعلمتهم أن القداسة تأتي من عمل حب بسيط.

 

أعلنت طوباويين وقديسين كُثر في أيام حبريتك، وها هم اليوم يصطفون ليرحبوا بك في بيتك الجديد، حيث الهناء الأبدي.

 

أنت من أعلنت قداسة يوحنا بولس الثاني في أحد الرحمة الإلهية من عام 2014. اليوم يستقبلك بابا الرحمة الإلهيّة، في أحد الرحمة الإلهية، ليعانقك ولتشاركه رحمة العلاء. فننتظر نحن من على هذه الفانية بركاتكم من شرفة السماء.

 

اليوم وبينما كان  ينتظر العالم ولادة قديس جديد في أحد الرحمة الإلهيّة.. يقف الطوباوي كارلو اكوتيس والذي ونحن معه كنا نتطلع إلى سماع صوتك لتعلن قداسته، نقف بصمت أمام إرادة الله، وننتظر نحن وكارلو بركتك من السماء التي تترنم بقدومك ومنها سنسمع هللويا الفرح حيث سيلتقي معك كارلو قديسًا قريبًا في حلته البيضاء، وعندها سوف يكتمل المشهد.

 

رحلت عنا، فرنسيس المتواضع الزاهد، لتلتقي بمن أحببت قديسًا، فرنسيس الاسيزي، ها هو يلوح لك مع قديسي أسيزي ويستعد لاسقبالك.

 

فرحنا بالأمس بقيامة يسوع.. وهتفنا: المسيح قام حقا قام! واليوم وبقلوبنا البشرية الحزينة نفرح بولادة قديس جديد أبى إلا أن يعيش فرح القيامة بجانب المخلص ليشاركه المجد الأبدي!

 

أيها البابا فرنسيس، سيشتاق لك الأطفال الذين باركتهم بيديك المقدستين، سيشتاق لك كل عرفك وأحبك، سنشتاق لك ولصوتك أيام الآحاد والأعياد وأيام الأربعاء حيث التقيت بجماهير غفيرة من شتى أنحاء المعمورة.

 

اليوم تنتظرك مريم العذراء، في كنيسة مريم الكبرى، لتمسك بيدك وتقودك نحو ابنها يسوع بعد أن أتممت رسالتك.. فنم قرير العين بجانب يسوع ومريم ويوسف الذي اوكلت إليه طلبات قلبك عندما كنت بيننا!

 

من حيث أنت الآن.. صلّ من أجل كل متألم وحزين وفقير، ومن أجل السلام في العالم أجمع!

 

اليوم نهتف: الطوبى لنا! فقد ولد لنا قديس في السماء!