موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
الأحدُ الخامس من زمن القيامة الـمجيدة (ج)
مُقدّمة
في هذا الأحد الخامس من عيد الفصح، سنتباحث عن مضمون لّاهوتي كاشفًا لنا عن حدثًا جديّداً. هذا ما سنتعرف عليه من خلال مناقشتنا لنصيّ من كلّا العهديّن. حيث في العهدّ الأوّل سنناقش لعض الآيات من الـمزمور الـ 144: 9- 21 حيث نصغي لكلمات كاتب سفر الـمزامير الّذي يدعونا إلى تسبيح الرّبّ والإستمرار في حمده والتأمل في بهاء ملكوته. أما بالنسبة للعهد الثاني حيث نستعيد رسالة القائم قبل إتمامه لسرّه الفصحي، بكلمات التلميذ، الّذي أحبه يسوع، ذو الذاكرة الشابة. حيث نقرأ بحسب الإنجيل اليوحنّاويّ الآيات الّتي تليّ غسل يسوع لأرجل تلاميذه في خطابه الوداعي (13: 31- 35). هذا الـمقطع الإنجيلي الّذي يقترحه علينا الليتورجيّين، أدعوكم أن نقرأه على ضوء سيّاقٍ جديد وهو قيامة الـمعلّم. هذا السيّاق الكتابيّ والّذي سنحاول أنّ نجعل من آيات يوحنّا ما يتردد صداه في احتفال الفصح الّذي نعيشه ككنيسة في هذا الزّمن الفصحي الـمبارك وهو ما نطلق عليه زمن الخماسيّن الـمقدس. يمكن لهذيّن النصييّن أنّ يساعدانا للتوقف أمام الـملكوت الإلهي الجديد ليس بحسب كلمات كاتب سفر المزامير بل الـملكوت الّذي نال ذروته في شخص يسوع من خلال وصيّته الجديدة الّتي تتجدد فينا ومعنا اليّوم. يفتح هذا الـملكوت الجديد أفاق جديدة لفهم قيامة الرّبّ الّذي يمكننا من خلاله تفسير كلمات يسوع الّذي جسّد الـملكوت.
1. مجد الـملكوت (مز 144: 8- 21)
نفتتح كاتب سفر الـمزامير هذه الآيات بالتنويّه إلى السمّات الإلهيّة، وبالأخص الرأفة قائلًا: «الرَّبُّ رَحيمٌ رَؤوف طَويلُ الأَناةِ وعَظيمُ الرَّحمَة. الرَّبُّ يَرأَفُ بِالجَميع ومَراحِمَه على كُلِّ أَعْمالِه» (مز 144: 8- 9). هذه السمات الّتي تتكرر مؤكدة حبّ الله لجميع البشر خلائقه، حيث أنّ مراحمه تجاهنا هي الّتي تسود على قراراته وعلى أعماله. ثم يكشف المرنم رد فعلنا كخلائق الّذي يتضح في الحمد والتسبيح معلنيّن مجد الـملكوت الإلهي. كلّ الخلائق مدعوة: «لِتَحمَدْكَ يا رَبُّ جَميعُ أَعْمالِكَ وليبارِكْكَ أَصْفِياؤك! لِيُحَدِّثوا بِمَجدِ مَلَكوتكَ ولْيَنْطِقوا بِجَبَروتكَ! لِكَي يُعَرِّفوا بَني البَشَرِ مآثِرَكَ ومَجدَ بَهاءَ مَلَكوتكَ. إِنَّ مَلَكوتَكَ مَلَكوتُ جَميعِ الدّهور وسُلْطانَكَ في كُلِّ جيلٍ فجيل» (مز 144: 10- 13). هذا الـملكوت الّذي ينعش حياتنا كمؤمنيّن هو الّذي يجعلنا نستمر في حمد إلهنا وتبريكه بل يدعونا لنحدث بعظمة وبهاء ملكوته ومجده الّذي لا يوصف.
يختتم كاتب سفر الـمزامير هذه الآيات بتذكير كلّ مَن ينادي الرّبّ ويتواصل معه كخليقته بأنّ: «الرَّبّ قَريبٌ مِن جَميعِ الَّذينَ يَدْعونَه مِن جَميعِ الَّذينَ بِالحَقِّ يَدْعونَه. يَصنعُ ما يُرْضي الَّذينَ يَتَّقونَه يَسمعُ صُراخَهم يُخَلِّصُهم. الرَّبُّ يَحفَظُ جَميعَ مُحِبِّيه ويَستأصِلُ جَميعَ الأَشْرار. بِتَسبيحِ الرَّبِّ يَنطِقُ فَي كلُّ ذي جَسَدٍ يُبارِكُ اْسمَه القُدُّوس مَدى الدَّهرِ وللأبد» (مز 144. 18- 21). يؤكد الكاتب بأنّ الرّبّ يستمر في صنعه العجيب لصالحنا بل يميل بأذنه ويسمع صراخنا وشكوانا مُستأصلاً بقوته كل شرّ وما علينا إلّا أن نستمر في التسبيح وأنّ نبارك إسم الرّبّ وهنا لنّ نعطي إصغاء لصوت الشرير بقدر ما نستمر في التواصل مع الرّبّ صارخين إليه فيأتـي لينجدنا مخلصًا إيانا من كلّ شر.
2. ملكوت الـحبّ (يو 13: 31- 35)
يهدينا كاتب الإنجيل الرابع الكثير كلّ ما هو جديد بحسب ذاكرته الّتي هي بمثابة إداة تفتح لنا كنوز الـملكوت. فقد إعتبر دارسيّ اللّاهوت اليوحنّاويّ بأنّ هذا التلميذ الّذي أحبّه يسوع وهو بمثابة أصغر الرسل، هو مَن عاش مبشراً حتى آخر القرن الأوّل مقارنة بباقي التلاميذ. ولهذا تفاجئنا ذاكرته بأنّه يحتفظ بوصية جديدة بل وبالكثير مما أخبر الرّبّ به رفقائه. مدعويّن أنّ نقرأ هذا النص ليس بصوت يسوع الـمعلّم فقط بل بصوت القائم أيضًا إذ في هذا الزّمن الفصحيّ، نستعيد كمؤمنين قرائة الكثير من النصوص الإنجيليّة والّتي لا يمكننا أنّ نقرأها دون أنّ نرتكز بعيوننا وبقلوبنا على فصح المسيح أيّ عبوره سرّ الآلام والـموت والقيامة بدافع حبّه لبشريتنا الضعيفة والهشّة. مما يزيد تعملنا في فهم هذا السرّ الفصحي بعد عبوره، فيسوع هو إله القول والفعل معًا. فهو علّم بأقواله ثم حقّق في بعبوره سرّ الموت والقيامة ما أعلنه قبلاً.
يستكمل الإنجيلي يوحنّا بناء على ما تعمقنا فيه من أمر جديد بالـمزمور الـ 144 حيث يتحدث بعد مرور قرون عديدة بين زمن كتابة السفر الحكميّ، أي سفر الـمزامير بالقرن العاشر تقريبًا، وبين القرن الأوّل الـميلاديّ، حيث يكشف الإنجيليّ أيضًا عن أمراً جديداً وهو ملكوت الـحبّ الّذي أسّسه يسوع بموته وبقيامته. يمكننا أنّ نعطي عنوانًا من النص الإنجيليّ تحت تعبير ملكوت الحبّ يعطيها يسوع لتلاميذه. في الواقع، هذه الوصيّة ليست بأمراً جديداً من وجهة نظرنا، والسبب هو أنّ وصيّة الحبّ هي وصيّة كانت موجودة بالفعل بالعهد الأوّل سواء في الإشارات العديدة الّتي أشار بها مُدونيّ العهد الأوّل إلى الله (راج تث 6: 5) أو في إشارتهم إلى القريب (راج لا 19: 18. 34). حيث يكمن الجديد لديهم في الكيف والنوعيّة. وها هي وصيّة يسوع اليّوم تتجدد لنا عطيته الـمجانيّة، في الوصيّة الجديدة، حيث يهمس في آذاننا قائلاً ليّ ولك بصيغة الجمع مما يمثل البشريّة: «أُعْطيكم وصيّة جَديدَة، أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضاً» (يو 13: 34أ). تتعلق وصيّة يسوع بالمستقبل وتستند في ذات الوقت إلى حدث تمّ بالماضي: «كما أَحبَبتُكم أَحِبُّوا أَنتُم أَيضاً بَعَضُكم بَعْضاً» (يو 13: 34ب). أنّ حُبّ التلاميذ ممكن لأنّ حبّ يسوع سبقه كما كشف يوحنا في رسالته الأوّلى قائلاً: «أَمَّا نَحنُ فإِنَّنا نُحِبّ لأَنَّه أَحَبَّنا قَبلَ أَن نُحِبَّه» (1يو 4: 19). ونجد في العهد الجديد تعبيرات كثيرة تصف هذا الحداثة وهذا الحبّ الجديد الّذي يصفه يسوع بلفظ الأغابي أي الحبّ الّذي أحبّ بها تلاميذه موضحًا: «كما أَحَبَّني الآب فكذلكَ أَحبَبتُكم أَنا أَيضاً. اُثبُتوا في مَحَبَّتي» (راج يو 15: 9). إنّ هذا الحبّ الّذي أحبَّ به الآب يسوع والّذي وجهه يسوع بدوره نحو التلاميذ واليّوم يوجهه نحونا، هو الحبّ الّذي يجب علينا كتلاميذ أنّ نظل بل نمكث فيه.
تحمل حداثة وصيّة الحبّ هذه نفس حداثة عيد القيامة، أي الـملكوت الجديد حيث خلق الله الآب شيئًا جديدًا في يسوع ابنه، بكر البشرية وأوّل القائميّن والّذي بقيامته نتغنى في هذه الأيّام. حتى لو وضعنا هذا النص في خطاب يسوع الّذي ألقاه خلال العشاء الّذي سبق الآلام وبالتالي قبل إتمام سرّه الفصحي، فهو مثل كلّ النصوص الإنجيليّة، نص مُتجلي بنّور عيد الفصح المبارك.
3. حبّ ثُلاثيّ الأبعّاد (يو 13: 31- 33)
ينفرد كاتب الإنجيل الرابع بهذبسرد هذه الوصيّة على لسان يسوع، مما يخبرنا بشيء ثلاثي الإبعاد، عن هذا الأمر الجديد الّذي أصبح ممكناً فقط بفضل قيامة يسوع والّذي من خلاله نستطيع ككنيسة اليّوم أنّ نحتفل به في وجود القائم أثناء مسيرتنا عبر تاريخنا البشريّ. هذا الحبّ الّذي نصفه بالثلاثي الأبعاد والّتي تتجلى في: المجد والإتباع والحب. يوحي لنا هذا النص بسلسلة من الأبعد الثلاث ذات أهميّة كبيرة على الـمستوى الكتابي حيث أنّ قيمة الـمجد، وتبعيّة يسوع، ووصيّة الحبّ بمثابة ثلاثة موضوعات تتوافق مع تقسيمات فرعية واضحات الـمعالم في النص، كما تتوافق مع توافق زمني دقيق للغاية.
3.1. تشابك الـمجد (يو 13: 31- 32)
يعلن يسوع في قوله هذا التشابك الـمُميّز بين مجد ابن الإنسان وبين مجد الله الآب: «الآنَ مُجِّدَ ابنُ الإِنسان ومُجِّدَ اللهُ فيه وإِذا كانَ اللهُ قد مُجِّدَ فيه فسَيُمَجِّدُه اللهُ في ذاتِه وبَعدَ قليلٍ يُمَجِّدُه» (يو 13: 31- 32). موضوع المجد يشير إلى تواصل المجد الّذي يشترك فيه الآب والابن. ولكن إذا تسألنا قائلين: ما هو الـمجد؟ ماذا يعني الـتمجيد؟ نجد الإجابة ذات جذور كتابية تنتمي للعهد الأوّل حيث أنّ لفظ المجد وهو مصطلح يشير في العبرية إلى الثقل أي ظهور الله في التاريخ. لفظ المجد يكشف هذا الحضور الإلهيّ الّذي يجعل نفسه مرئيًا في تاريخ بشريتنا مما يسمح الله لنفسه بأنّ يكشف عن هويته وبإنّه الشخص الّذي يعمل في تاريخنا مرافقًا كلّ إنسان بشريّ. يتحدث الإنجيليّ عن تمجيد الآب في يسوع، وتمجيد يسوع مِن قِبل الله أبيه. يستمر أسلوب إله الخروج نفسه في يسوع ابنه، بل وفي فصحه، وذروة تجلي مجد الله الآب في مجده هو يسوع ابنه القائم. فالله الآب يمكننا أنّ نلتقي به من الخلف، أي من خلال أفعاله وبصماته في التاريخ البشري حيث يتدخل بثقله لصالح شعبه والإنسانيّة جمعاء. ويشير هذا البُعد الأوّل إلى الزّمن الّذي نحياه هذه الأيام وهو زمن القيامة الّذي تمجد فيه يسوع وكشف عن قوة أبيه السماويّ.
3.2. تبعيّة يسوع (يو 13: 36- 38)
البُعد الثاني الّذي يكشفه لنا الإنجيلي هو تبعيّة الرّبّ. يبدو في هذا البُعد أنّ هناك سوء تفاهم بين المعلّم وتلاميذه (راج يو 13: 36-38). حيث يعلن يسوع أنّ التلاميذ الآن لا يستطيعون أنّ يتبعوه حيث يذهب في طريق الألم والقيامة. نعم صعوبة إدراك التلاميذ الّذين يتبعون يسوع الـمعلّم والّذي لم يكتشفوا بعد هويته الإلهيّة الآن. هؤلاء التلاميذ غير مستعدين لتبعيّة يسوع. ومع ذلك، فسوف يتمكنون من القيام بذلك في وقت لاحق، بعد نوالهم قوة الرّوح القدس بيّوم العنصرة. والآن ، أمام هذه البادرة الساميّة لحبّه، لا يستطيعون أنّ يسلكوا الطّريق الّذي سلكه يسوع. أي إنّهم لا يستطيعون أنّ يحبوا بعضهم بعضاً كما أحبهم يسوع فهو الّذي أحبهم إلى الـمنتهى (راج يو 13: 1). وعليهم أنّ يقبلوه هكذا، في هذه البادرة القصوى من الحبّ، حتى يصبحوا قادرين على أنّ يكونوا تلاميذه الحقيقيين ويتبعونه. الزمن الّذي نتحدث عنه هو حاضر التلاميذ، وقبل فصح يسوع.
3.3. وصيّة الحبّ (يو 13: 33- 35)
البُعد الأخير في الأبعاد الثلاثيّة لما هو جديد وهو بُعد الحبّ. والآن فقط يمكننا أنّ نفهم لماذا يقدم يسوع موضوع الوصيّة الجديدة هنا. يكشف يسوع بأنّ تلاميذه لا يستطيعوا أنّ يتبعوه الآن ثم يعطي سبب هذا البيان. فالطريق الّذي يجب على التلاميذ أنّ يسلكوه ليتبعوا معلمهم، هو أنّ يذهبوا إلى حيث هو ذاهب، أي نحو العبور الفصحيّ. يتطلب هذا العبور الحبّ حتى النهاية على مثاله. ولكن قبل عيد الفصح يكون هذا الحبّ غير معروف وغير مفهوم من قبل أعين وقلوب التلاميذ، ولم يستطيعوا أنّ يتبعوه في هذا الطّريق. وبعد ذلك فقط، بعد قيامة يسوع وقبول نعمة الرّوح القدس (راج أع 2)، يمكنهم أنّ يكونوا تلاميذًا حقيقيّين.
إنّ تبعيّة الـمعلّم ليست ثمرة إلتزام التلاميذ، بل هو ذلك الـملكوت الجديد أي ملكوت الحبّ، ذلك الطّريق الّذي فتحه الله في صحراء تاريخ البشريّة، بفضل يسوع القائم وإظهار ملكوت حبّه. بدون هذا الطّريق الّذي فتحه الله في يسوع، الّذي هو الطّريق نفسه (راج يو 14: 6)، لا يمكن أنّ يكون هناك تبعيّة حقيقيّة، بل فقط أنكار وخيانة. فكلمة يسوع هذه وضعت في وقت لاحق وهو الوقت الّذي يليّ فصحه وعطية الرّوح القدس، الّذي سيقود التلاميذ إلى الحقيقة كلها ومن هنا سيتذكرون قول يسوع: «يا بَنِيَّ، لَستُ باقِياً مَعَكُم إِلاَّ وَقْتاً قليلاً فستَطلُبوني وما قُلتُه لِليَهود أَقولُه الآنَ لَكُم أَيضاً: حَيثُ أَنا ذاهِب لا تَستَطيعونَ أَن تَأتوا. أُعْطيكم وصيّة جَديدَة: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضاً. كما أَحبَبتُكم أَحِبُّوا أَنتُم أَيضاً بَعَضُكم بَعْضاً. إذا أَحَبَّ بَعضُكُم بَعضاً عَرَف النَّاسُ جَميعاً أَنَّكُم تَلاميذي» (يو 13: 33- 35). سيصير الحبّ هو المقياس الجديد الّذي تظهر حقيقة تبعيّنا وتلمذتنا للرّبّ حيث نعلن ملكوت الحبّ الّذي منحنا إياه بفيض سخائه فينا وبيننا.
الخلّاصة
تباحثنا في بعض آيات كلا العهد الأوّل بسفر الـمزامير (144: 8- 21)، وكيف يسود بهاء ملكوت الحبّ الّذي دعا اليه الكاتب من خلال تسبيح وحمد الرّبّ إلهنا. وعلى ضوء فكر الكاتب الحكميّ، توقفنا أمام كلمات يسوع الّذي سلّمنا وصيّته ليس بالقول فقط بل بالفعل أيضًا. مما رأينا كيف أن ملكوت حبّه الذي أعلنه في حياته وحقّقه في سرّه الفصحي، فأنارنا بأّن بدون حبّ يسوع لنا كتلاميذ له، والّذي تجلى فيه مجد الآب وملكوته، لا يمكن أنّ يكون هناك حبّ بيننا كتلاميذ. لذلك فأنّ وصيّة ملكوت الحبّ هي ثمرة الفصح وهي دائمًا جديدة، لأنّ تاريخنا البشري لم يكن بإمكانه أنّ يتوصل لها دون قيامة يسوع الّذي إفتتح في ذاته ملكوت الحبّ. وهذه أيضًا بمثابة ميزة لهذه الأيام الفصحيّة الّتي نحتفل بها ككنيسة في هذا الزّمن. لم يكن على التلاميذ وحدهم القدرة على إستيعاب ملكوت الحبّ، بل جميعنا مدعويّن لنكون قادريّن على استيعاب هذا الـملكوت الجديد، ملكوت الحبّ، الّذي يزدهر بينهم إنطلاقاً من الحبّ الـمتبادل. إنّ الحبّ الـمتبادل لهو ذو العلامة الـمميّزة لنا كتلاميذ للقائم وليس إنتصار منا. فهو الأثر الّذي تعمل فيه قوة قيامة يسوع فينا. فقط عندما نتمكن كتلاميذ من الخضوع لـقوة القيامة نصبح حينها مبشرين بملكوت الحبّ الّذي يسود علينا. دُمتم في تبادل لقبول وعطاء ملكوت الحبّ.