موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٨ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
الكنائس الكاثوليكية تستنكر قرار اسرائيل منع نشاط ثقافي في "بيت ابراهيم" بالقدس
على القدس أن تكون مدينة جامعة وليست حصرية لأحد، مرحبة بالجميع ولا ترفض أحدًا
"بيت إبراهيم" في القدس

"بيت إبراهيم" في القدس

أبونا :

 

استنكر مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة القرار الإسرائيلي بمنع عروضًا ثقافية في "بيت إبراهيم" في القدس الشرقية المحتلة، وهو بيت ضيافة يُدار من قبل هيئة الإغاثة الكاثوليكية الفرنسية، ويقع تحت حماية القنصلية الفرنسية في القدس.

 

وكان من المفترض أن تنظم مجموعة من المؤسسات الثقافية الفلسطينية بينها المسرح الوطني والمعهد الوطني وقافلة المسرح المتنقل ونادي سلوان الرياضي، عروضًا ثقافية في بيت الضيافة الفرنسيّ على مدار ثلاثة أيام، بدعمٍ من الأمم المتحدة وفنلندا والنمسا.
 

وقال مدير بيت إبراهيم للضيافة، بيرنار تيبو، إنّ عروض الأطفال قد بدأت بالفعل الثلاثاء قبل أن تصل الشرطة الإسرائيلية وتأمر بإلغائها. وقد ورد في أمر الإغلاق، الموقّع من قبل وزير الأمن الدخلي الإسرائيلي عومر بارليف، بأنّ العروض تعقد "برعاية وتمويل من السلطة الفلسطينية، وهذا بدون إذن كتابي". وأضاف البيان "أمرت بعدم عقد الحدث".

 

وأضاف تيبو لوكالة الأنباء الفرنسيّة أنه "صُدم وشعر بالخجل" من الإلغاء. وبحسب مدير بيت الضيافة فإن هدف هذه العروض الثقافيّة هو "جلب القليل من المرح والمتعة للأطفال والكبار الذين يعانون من الكثير من الفقر والعنف في المناطق المحيطة". واعتبر أن "قيام الشرطة بوقف هذه الفعاليات الثقافية ما هو إلا سبب للمزيد من العنف في المنطقة".

قلق واستهجان

 

وجاء في البيان رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة: "لقد علمنا ببالغ القلق والاستهجان عن قرار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي منع الفعاليات الثقافية التي كان من المفترض أن تقام هذا الأسبوع في "ميزون دابراهام" (بيت إبراهيم)، وهي مؤسسة كنسيّة كاثوليكيّة في القدس الشرقية".

 

أضاف: "لقد أبلغنا المسؤول عن بيت إبراهيم أن الحدث الذي نظموه كان ثقافيًا بحتًا وبدعم ورعاية من منظمات فرنسية ونمساوية. لذلك لا يمكننا أن نفهم منطق مثل هذا القرار القاسي وغير المبرر. بالطبع، كان للحدث الثقافي طابع فلسطيني: يقع المنزل في القدس الشرقية، ومنذ البداية كان هدف البيت ولا يزال، هو خلق بيئة سلمية وبناءة مع جميع جيرانه".

 

تابع: "نشهد في القدس مواقف عدائية وقمعية متكررة من السلطات الإسرائيليّة تجاه كل ما يعتبر فلسطينيًا، وكأن الفلسطينيين ليس لهم حق التعبير في المدينة المقدسة، وكأنهم ليسوا جزء منها وكأن القدس ليست لهم ايضًا. يحق لبيت إبراهيم، والمؤسسات الداعمة له، والجماعة المسيحية في القدس، تعزيز ودعم كل ما يعتبرونه مناسبًا لتنمية المجتمع وعلاقاتهم مع جميع سكان المدينة المقدسة".

 

وخلص بيان مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة إلى القول: "على القدس أن تكون مفتوحة للجميع بصورة متساوية، ويجب أن تكون مدينة جامعة وليست حصرية لأحد، مرحبة بالجميع ولا ترفض أحدًا، مقدسة للأديان الموحدة الثلاث وذات أهمية قصوى للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".

يُشار إلى "بيت إبراهيم" للضيافة يقع في حي سلوان، جنوب البلدة القديمة في القدس الشرقية، وانخرط في شراكة مع مؤسستين محليتين في البلدة التي يواجه مئات السكان فيها خطر الإخلاء لصالح جمعيات استيطانية تدعي ملكيتها للأراضي هناك. ويخضع "بيت إبراهيم" للحماية الفرنسية حاله حال كنيسة القديسة آن في البلدة القديمة وموقع قبور السلاطين الأثري.

 

ويأتي منع الفعاليات الثقافية بعد عدة أيام من إدراج إسرائيل ست منظمات مجتمع مدني فلسطينية بارزة في قائمة "الإرهاب" وهو اتهام تنفيه تلك الجماعات ولقي إدانة فلسطينية وأمميّة ودولية واسعة. وأكدت مصادر دبلوماسية إبلاغ وزارة الخارجية الفرنسية في باريس بالحادثة الثلاثاء.