شارك الكرسي الرسولي في أعمال المؤتمر الدولي الثالث للدول النامية غير الساحلية، الذي عُقد في تركمانستان في 6 آب، حيث أكد أنّ الفقر ليس أمرًا محتومًا، بل هو نتيجة لهيكليات غير عادلة وخيارات سياسية، وبالتالي يمكن ويجب القضاء عليه.

وتحدّث رئيس الوفد المونسنيور أرنو دو شيرون دو بومون عن التحديات المشتركة التي تواجه هذه الدول، رغم اختلاف أوضاعها الجغرافية والثقافية والاقتصادية، ومنها أعباء الديون غير المستدامة، وارتفاع تكاليف النقل، والتأثيرات السلبية لتغيّر المناخ والصدمات الخارجية، مشيرًا إلى أن الفقر يظل التحدي الأكبر والأكثر إلحاحًا، خاصة في المناطق الريفية المحرومة من الخدمات الأساسية والفرص.

وقال: ينتشر الفقر في العديد من هذه الدول بشكل واسع ومتعدّد الأبعاد، ولا يقتصر أثره على عرقلة الآفاق الاقتصادية، بل يَمسّ أيضًا الكرامة التي منحها الله لكل إنسان، بحرمان ملايين الأشخاص من احتياجاتهم الأساسيّة. كما تطرّق إلى الفقر النابع من أشكال مختلفة من الحرمان الثقافي ومن إنكار الحقوق الثقافية. لذلك، شدّد على ضرورة أن يكون التعليم وتنمية الأفراد في صلب أي عمل اجتماعي.

كما أشار إلى أن التجارة غير العادلة تمثل أحد العوائق النظامية أمام القضاء على الفقر، داعيًا إلى بناء التجارة الدولية على مبادئ العدالة والتضامن، وتمكين الدول النامية من الاستقلال العلمي والتقني عبر تبادل المعرفة ونقل التكنولوجيا.

وختم رئيس وفد الكرسي الرسولي بالتشديد على ضرورة أن يبقى الإنسان في صميم كل استراتيجيات التنمية، مضيفًا: "التجارة والنمو الاقتصادي ليسا غايات بحد ذاتها، بل وسائل لتعزيز التنمية البشرية المتكاملة وخدمة الخير العام".