موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٥ مارس / آذار ٢٠١٨
لقاء بين الأديان في القدس حول الرسالة البابوية ’كُن مُسبحًا‘

القدس – حراسة الأراضي المقدسة :

احتضن مركز نوتردام في القدس لقاءً بهدف تقديم الرسالة البابوية "كُن مُسبحًا"، والنقاش في مسألة "الإيكولوجيا المتكاملة"، في حدث نظمته "لجنة العدل والسلام وسلامة الخليقة" التابعة لحراسة الأراضي المقدسة، وشارك فيه مسيحيون ويهود ومسلمون أصغوا إلى المداخلات بإهتمام كبير، طارحين أيضًا ما لديهم من تساؤلات.

فبعد مرور ثلاثة أعوام تقريبًا على نشر الرسالة البابوية "كن مسبحًا"، التي تضمنت دعوة من البابا إلى "كلّ شخص يسكن هذا الكوكب"، ها هي هذه الرسالة تُستَخدم من جديد كنقطة انطلاق لمجموعة من المحاضرين الذين يمثلون الديانات الثلاثة الموحدة، جاؤوا للمشاركة بوجهات نظرهم فيما يتعلق بالمسألة البيئية (الإيكولوجية) التي تهم الجميع.

كما وشارك في هذا اللقاء الكاردينال بيتر توركسون، عميد دائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة. وأوضح الكاردينال قائلاً: "تتضمن خدمة التنمية البشرية المتكاملة تحديات كثيرة، منها ما يتعلق "بالإيكولوجيا المتكاملة". فالمسألة تتعلق بالإقصاء وعدم المبالاة والنقص في المساواة والتضامن، وكذلك النزاعات التي تطال العديد من البلدان والشعوب". وفيما يتعلق بما أكد عليه البابا فرنسيس في رسالته، شدد الكاردينال توركسون على اهمية العمل لتحقيق "التوبة البيئية"، التي لا تخص الأشخاص كأفراد فقط، بل وكجماعة أيضًا.

أما البروفيسور محمد سليمان الدجاني الداودي، مدير ومؤسس معهد الوسطية الأكاديمي، فقال: "يؤكد القرآن الكريم، الذي يعتبره المسلمون جميعًا بمثابة المصدر الأساسي للعقيدة الاسلامية ومعتقداتها، أن الله قد خلق الإنسان من تراب الأرض وأن الأرض نفسها هي خليقة الله، أعطيت بنعمة من خالقها للبشرية لكي تستطيع تقديرها. إن استخدام الطبيعة التي أوسعها الله لنا هو إذاً حق ومسؤولية، تحملنا على حمايتها والمحافظة عليها".

فيما أوضح الحاخام دافيد روزين، المدير الدولي لشؤون الأديان، قائلاً: "يعبر المدراش في كتاب تفسير سفر الجامعة (كوهيليت رباه 7 القسم 28) عن كون المسؤولية البيئية قد وكلت إلى الإنسانية". ويمكننا أن نستنتج من المدراش ثلاثة دروس أساسية: فالخليقة هي لله الذي خلقها، والبشرية تشارك الله في الخلق، كما أن الإنسان يحمل مسؤولية حماية هذه الخليقة. لذلك، ولكي نعود إلى العلاقة مع الله والوسط الطبيعي، يحترم اليهود أحكام الراحة يوم السبت و"السنة السبتية" التي يريحون خلالها الأرض بصورة دورية ولفترة زمنية محدّدة.

وتوقف البروفيسور ستيفانو زامانيي، المحاضر في علم الإقتصاد لدى جامعة بولونيا وعضو الأكاديمية البابوية للعلوم الإجتماعية، عند الرسالة المتعلقة بالرحمة بشكل خاص، في مجال القطاع الإقتصادي، قائلاً: "عليها (الرحمة) أن تعطي شكلاً للسوق، من خلال تأنيسه (جعله أكثر إنسانية)". وتابع قائلاً: "ليس بوسع المجتمع ان يتقدم على درب التطوير المتكامل، ما دام لا يزال يفصل بين قاعدة الفعالية وقاعدة الأخوّة".

عُهدت أخيراً إلى نيافة الكاردينال بيتر توركسون مهمّة تقديم ملخص لأعمال هذا النهار. وقد اقترح الكاردينال، لأجل التعمق في فهم الرسالة التي تحملها الرسالة البابوية أن يتم التركيز على سبع كلمات تبدأ في اللغة الإنجليزية بالحرف "C" وهي: Continuity, Collegiality, Conversation, Care, Convertion, Citizenship and Contemplation (الإستمرارية، المجمعية، الحوار، العناية، التوبة، المواطنة والتأمّل). هدف الإنسان هو تحقيق "توبة بيئية"، بوسعها أن تقود إلى "مواطنة بيئية" تحترم البيئة، وتقود إلى تأمّل عجائب الخليقة.