موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٩ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٢
المطران ويلبي في جنازة الملكة إليزابيث: أولئك الذين يخدمون سيُحبون وسيُذكرون

أبونا :

 

شيّعت بريطانيا، الاثنين، الملكة الراحلة إليزابيث الثانيّة في جنازة رسميّة مهيبة.

 

ووصل جثمان الملكة، التي وحدّت الأمة خلال فترة حكم استمرت 70 عامًا، في نعش مصنوع من خشب البلوط، والمغطى بالعلم الملكي وفوقه تاج الإمبراطورية، على عربة مدفع، وتمّ نقله في موكب عسكري، إلى كنيسة وستمنستر آبي، فيما دقّ جرسها 96 مرة، مرة واحدة عن كل عام من حياة الملكة.

 

ففي كنيسة وستمنستر آبي، أقيمت المراسم الجنائزيّة بمشاركة نحو ألفي شخص، من بينهم نحو 500 من رؤساء دول العالم ورؤساء الحكومات وأفراد العائلات المالكة الأجنبيّة وشخصيات سياسيّة بارزة، إلى جانب ممثلين عن الجماعات الدينيّة في البلاد.

 

وألقى رئيس أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي، كلمة استهلها بالإشارة إلى أنّ "النمط الذي تتميز به سير العديد من الزعماء هو التعظيم في حياتهم، والنسيان بعد موتهم. أما بالنسبة لمن يخدمون الرّب، سواء كانوا مشهورين ويحظون بالاحترام، أو غير معروفين ومجهولين، فإنّ الموت هو الباب المؤدي للمجد".

 

وأوضح بأنّ الملكة إليزابيث الثانية كانت قد "أعلنت في عيد ميلادها الواحد والعشرين بأنها ستكرّس حياتها كلّها لخدمة الأمة والكومنولث، لتلتزم بذلك الوعد الذي نادرًا ما يلتزم به من يقطعه على نفسه! إنّ قلة من القادة يتلقون فيض الحب الذي شاهدناه".

تابع: إنّ السيّد المسيح -في نصّ القراءة التي سمعناها، لا يخبر تلاميذه حول كيفيّة اتباعه، إنمّا من يتبعون- حيث قال: ’أنا الطريق والحق والحياة‘. لم يتم تحديد مثال الملكة الراحلة من خلال منصبها أو طموحها، ولكن من خلال من اتبعت. أعلم أن جلالة الملك يشترك في نفس الإيمان والرجاء بيسوع المسيح مثل والدته؛ نفس الشعور بالخدمة والواجب".

 

وأشار ويلبي إلى أنّه "في عام 1953، بدأت الملكة تتويجها بالصلاة الصامتة، هنا عند الهيكل الأعلى. لقد كان قسمها أمام الرّب قبل أن يبايعها أحد. إنّ خدمتها للكثير من الناس في هذه الأمة، الكومنولث والعالم، كانت أساسها في اتباعها للسيد المسيح، الرّب نفسه، الذي قال إنّه ’لم يأت ليُخدم بل ليَخدم، ويفدي بنفسه جماعة الناس‘ (راجع متّى 20: 28)".

وقال: "الأشخاص ذوو خدمة المحبّة نادرون في أيّة مسيرة في هذه الحياة. وقادة خدمة المحبة ما زالوا أكثر ندرة. لكن في جميع الحالات، أولئك الذين يخدمون سيُحبّون وسيُذكرون، في حين سيتم نسيان أولئك الذين يتشبثون بالسلطة والامتيازات، إلى أمد طويل".

 

ولفت إلى أنّ "حزن هذا اليوم، ليس فقط من قبل عائلة الملكة الراحلة ولكن في جميع أنحاء الأمة والكومنولث والعالم، سببه حياة الملكة إليزابيث الوافرة وخدمتها بمحبة، والتي رحلت عنّا الآن. لقد كانت مبتهجة، وحاضرة للكثيرين، ولمست العديد من النفوس"، رافعًا الصلاة بشكل خاص من أجل جميع أفراد عائلتها، كما وإلى جميع العائلات التي فقدت شخصًا مؤخرًا.

ولفت إلى أنّ "خطاب جلالة الملكة الراحلة خلال فترة الإغلاق بسبب كوفيد-19، قد انتهى بالكلمات التاليّة: ’سنلتقي مرة أخرى‘، وهي كلمات تعبّر عن الأمل، من أغنية (المغنية الإنجليزيّة) فيرا لين"، مشيرًا إلى أنّ "الرجاء المسيحيّ يعني إيمانًا أكيدًا لشيء لم يُرَ بعد. إنّ المسيح القائم من بين الأموات قد قدّم الحياة للجميع؛ حياة وافرة الآن، ومع الرّب في الحياة الأبديّة".

 

وخلص إلى القول: "سنمثل كلّنا أمام دينونة الرّب الرحيمة: يمكننا جميعًا مشاركة رجاء الملكة الذي ألهمّ القيادة بالخدمة في الحياة والموت. الخدمة في الحياة، والرجاء في الموت. كل من يحذو حذو الملكة، ويكون مصدر إلهامه الثقة والإيمان بالرّب، يمكنهم أن يقولوا معها: سنلتقي مرة أخرى".