موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٦ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٢
الكاردينال نيكولز يحث رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة على معالجة أزمة تكلفة المعيشة

أبونا :

 

انتخب أعضاء حزب المحافظين البريطاني ليز تراس لتصبح زعيمة الحزب، وبالتالي رئيسة الوزراء الجديدة لحكومة المملكة المتحدة. بعد وقت قصير من إعلان الخبر، الاثنين، غرّد الكاردينال فنسنت نيكولز، رئيس أساقفة وستمنستر، مقدمة التهنئة والصلاة من أجل السيدة تراس.

 

وتسلمت ليز تراس، الثلاثاء، رسميًّا، منصب رئاسة حكومة بريطانيا، خلفًا لبوريس جونسون الذي قدّم استقالته في أعقاب سلسلة من الفضائح. وستقع الآن على عاتق تراس البالغة من العمر 47 عامًا مسؤولية إدارة دفة الأمور في بريطانيا، وسط ركود يلوح في الأفق وأزمة طاقة تهدد الموارد المالية لملايين الأسر والشركات.

 

أزمة فواتير الطاقة

 

ولكونه أيضًا رئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في إنجلترا وويلز، أصدر الكاردينال نيكولز كذلك بيانًا دعا فيه رئيسة الوزراء الجديدة إلى التحرّك بسرعة للتعامل مع أزمة غلاء المعيشة، مشددًا على ضرورة صبّ جلّ الاهتمام على احتياجات شرائح المجتمع الأشد فقرًا وتهميشًا.

 

وجاء في البيان: إنّ الكاثوليك متواجدون في مختلف الجماعات المحليّة، ويسعون إلى تقديم إسهامٍ مستمرّ بغية تلبية احتياجات الأشخاص المعوزين، موضحًا أنه يدرك تمامًا التأثير الذي تركته الأزمة على حياة مواطنين، حيث يتعين عليهم الاختيار ما بين التدفئة أو شراء الطعام، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء. يبدو أن الثراء الذي اعتاد عليه مجتمعنا بدأ يتبدّد".

 

وأدت صدمات الأسعار في أسواق الطاقة، بسبب الغزو الروسي على أوكرانيا، إلى ارتفاع فواتير الطاقة في بريطانيا. وشهدت الأسرة البريطانية العاديّة ضعف فاتورة الطاقة منذ الربيع، فيما تُشير التوقعات إلى أن السعر قد يتضاعف ثلاث مرات بحلول أوائل عام 2023.

خدمة الصالح العام والإعانة

 

وأوضح الكاردينال نيكولز أنه، إلى جانب إخوته الأساقفة، يدركون تعقيد الأسباب الكامنة وراء الأزمات الراهنة على المديين القريب والبعيد، والتي تؤثّر على حياة نسبة كبيرة من الناس، كما أشاروا إلى التعليم الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكيّة كدليل لإيجاد الحلول.

 

قال: إنّ خدمة الخير العام، يعني إيلاء اهتمام خاص لاحتياجات الفقراء في المجتمع، مشددًا أنّه على بريطانيا أن تعطي الأولويّة للمسنين والعائلات وكل الأشخاص الذين يكافحون لدفع فواتيرهم. كما يعني الاهتمام بالرعاية الاجتماعيّة، حيث أنّ المؤسسات والشركات تواجه أيضًا تحديات قاسيّة، وهي بالتالي تحتاج إلى المساعدة كي تبقى على قيد الحياة، خصوصًا وأنها تضمن التوظيف وتوفر المداخيل للعديد من الأسر.

 

أضاف: يمكن تطبيق مبدأ المساعدة والدعم الذي يشكّل جزءًا من تعاليم الكنيسة الاجتماعي، وذكر بما أشار إليه البابا بندكتس السادس عشر في رسالته العامة "المحبّة في الحقيقة"، والتي سلطت الضوء على أهميّة المشاركة الفاعلة والناشطة للأفراد وللمجتمع المدنيّ، لأن هذا الأمر يؤدي إلى تحسين الخدمات الاجتماعيّة وبرامج تقديم الإعانات من جهة، وإلى عدم التفريط في الموارد المتوفرة من جهة ثانيّة".

دعم الكنيسة للأسر المتعثرة

 

وسلط الكاردينال الضوء على عمل الرعايا والجمعيات الخيريّة الكاثوليكيّة المحلية لدعم كل محتاج.

 

وقال: "لا يمكن أن يُهمّش أحد. إنني واثق من أنه خلال الأزمة الراهنة، سوف يبذل المجتمع الكاثوليكي كل ما في وسعه للعمل تماشيًا مع هذه القناعة، وتعزيزًا لهذا المبدأ". كما حثّ نيافته المواطنين الكاثوليك في جميع أنحاء البلاد على تقديم وقتهم، وما تيسّر لديهم من موارد ماليّة، لتقديم العون للأعمال الخيريّة.

 

أضاف: "ستواصل المدارس الكاثوليكيّة أيضًا مساعدة الأطفال الذين تمرّ عائلاتهم بضيقة ماليّة".

 

واختتم الكاردينال فنسنت نيكولز رسالته إلى السيدة تراس بتشجيع الجميع على الصلاة من أجل أن "يعمل المجتمع البريطاني معًا لإيجاد السبل الكفيلة، على المدى القصير والطويل، للتخفيف من وطأة هذه الأزمة التي تهدد رخاء الكثير من الناس".