موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ٢١ ابريل / نيسان ٢٠٢٥
القيامة ... إيمان وأمان

المستشار مثقال مقطش - ميشغان :

 

وقفة استعصى فهمها على عتاولة الفكر والبحث إلا بالايمان والاعتراف والسجود أمام محورية هي: كيف ولماذا  قيامة يسوع المسيح بعد موته على الصليب ودفنه لمدة ثلاثة أيام؟

 

فها هو القائم من بين الأموات يقول للبشرية :

أنا هو نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة!

 

إنها الكلمة الأولى التي قالها المصلوب قبل أن يسلم الروح، فلقد قالها: يا ابتي، اغفر لهم لأنهم لا يعرفون ما يفعلون!

 

إنها القيامة... المرآة العاكسة لكل ركائز الايمان والأمان !

 

إنها الانتقال من الظلمة الى النور... فهل تعي البشرية مضمون القيامة ومعانيها السامية... وهل ينتقل هذا العالم من براثن الشر والقتال الى عدالة النور والسلام؟

 

جليلو الأمم الجالسين في الظلمة وظلال الموت أشرق عليهم النور العظيم!

 

دروس وعبر فهل تعلمتها البشرية على امتداد القرون الزمنية حتى عصرنا الحالي؟ إنها العظمة التي ترجمت أسمى معاني التواضع والبساطة المستندة إلى القوة الكامنة. انظروا... تمعنوا فيما قاله يسوع المسيح عن شخصه قبل الصلب كالراعي الصالح الذي يبذل نفسه فدية عن البشر، قال عن نفسه: لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا، مشيرًا بذلك إلى أنه يموت بإرادته ويقوم أيضًا بإرادته... فالموت كان على يد إنسان، وعلى يد انسان تكون قيامة الأموات!

 

نعم... قال القائم من الموت: "كنت ميتًا، ولكن ها أنا حي إلى أبد الآبدين".

 

إخواني... أخواتي

 

وقفة بتمعن فيما قاله القديس بطرس الرسول لأهل قيصرية عن المسيح: هذَا أَقَامَهُ اللّه فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَعْطَى أَنْ يَصِيرَ ظَاهِراً، لَيْسَ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ، بَلْ لِشُهُودٍ سَبَقَ اللّه فَانْتَخَبَهُمْ. لَنَا نَحْنُ الذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ، وَنَشْهَدَ بِأَنَّ هذَا هُوَ المُعَيَّنُ مِنَ اللّهِ دَيَّاناً لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ. لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ، وَانَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الخَطَايَا.

 

إنها العدالة التي عاشها ونشرها يسوع المسيح بين تلاميذه... إنها العدالة التي يمكن أن تسير من خلالها بشرية اليوم نحو تحقيق المعاني السامية للإنسانية؟

 

والسؤال الأهم هو: لماذا قام المسيح من بين الأموات؟ والجواب: لأننا بحاجة إلى الرجاء... ومن خلال قيامة المسيح، فإننا ننال الرجاء!

إنها القيامة... المسيح قام... حقًا قام... ونحن شهود على ذلك !

وإن لم يكن المسيح قد قام حقًا، فإن إيماننا لا معنى له، ولن يكون له أي مضمون روحي ...

ولا يختلف اثنان على حقيقة لها مدلولها وهو أنه بدون قيامة يسوع المسيح لا يكون لنا حياة ...

إنها قيامة مخلص البشرية... وإذا كنا قد متنا معه، فإننا سوف نحيا أيضًا معه!

 

فيا جموع المؤمنين... نعايدكم أجمل عيدية... وليبارككم الرب في يوم القيامة العظيم... فافرحوا وتهللوا... المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر.

 

المسيح قام... حقًا قام... هللويا!