موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
الطوباوية ساندرا ساباتيني - عطيّة للكنيسة

فاتيكان نيوز :

 

سيتمّ في ريميني، الأحد 24 تشرين الأول، تطويب ساندرا ساباتيني، أول فتاة مخطوبة، والابنة الروحية للأب أوريستي بنزي، مؤسِّس جماعة البابا يوحنا الثالث والعشرون. وهي جماعة تأسست عام 1968، وتضم اليوم أكثر من 41 ألف عضو حول العالم. وتتبنى الجماعة التزامًا عمليًا ومستمرًا لمكافحة التهميش والفقر.

 

وعاشت ساندرا ساباتيني حياة قصيرة، انطفأت وهي في الثانية والعشرين من عمرها، ولكن لم تغب عنها بذار الحب والالتزام لصالح الأشخاص الأشدَّ ضعفًا والعُزَّل والذين سقطوا في شبكة الإدمان على المخدرات. يقول خطيبها غويدو روسي لفاتيكان نيوز: "لقد أظهر لي العيش مع ساندرا كيف أشكر على العطايا التي نلتها، وقد علّمتني كيف أُقدِّمها بثقة.
 

الطوباوية ساندرا ساباتيني – عطيّة للكنيسة

ولدت الطوباوية ساندرا في 19 آب عام 1961 في ريتشوني من عائلة كاثوليكية، ومنذ صغرها عزّزت علاقة حب وصداقة مع يسوع. نما إيمانها مثل البرعم وتغذى بالصلاة والعبادة، وأصبح بدوره غذاءً للإخوة المنسيين والمتروكين. وقد رافقتها في مسيرة حياتها الأوراق التي كانت تكتب عليها الملاحظات والأفكار التي أصبحت، بعد وفاتها، إرثها الأعظم.

 

شكّل لقاؤها مع الأب أوريستي بينزي، إزهار ذلك البرعم؛ إذ بذلت حياتها في جماعة البابا يوحنا الثالث والعشرين في خدمة المعاقين ومدمني المخدرات بينما كانت تواصل دراستها الجامعيّة؛ وكتبت وهي في سن الحادي والعشرين: إذا كنت أحب حقًا، فكيف يمكنني أن أتحمل موت ثلث البشرية من الجوع؟ بينما أحافظ على أمني أو استقراري الاقتصادي؟ هكذا سأكون مسيحية صالحة فقط ولكن ليس قديسة! هناك اليوم تضخم في المسيحيين الصالحين بينما يحتاج العالم إلى قديسين!

الطوباوية ساندرا ساباتيني – عطيّة للكنيسة

في عام 1979 إلتقت ساندرا بغويدو، واستمرّا معًا في عيش واقع الجماعة بدون أن يعزلا نفسيهما بل نقلا في خطوبتهما الجهوزية والحب للآخرين لدرجة أن ساندرا تقول إن ما تعيشه من أجل غويدو تعيشه أيضًا من أجل الآخرين، وتكتب إنهما أمران متداخلان، وعلى المستوى عينه، حتى وإن كان هناك بعض الاختلافات.

 

كانت مع غويدو وصديقها إيليو عندما وقع الحادث في إيجيا مارينا، في 29 نيسان عام 1984، وبينما كانت تنزل من السيارة صدمتها سيارة أخرى مع صديقها إيليو، وتركتها في حالة خطيرة، فتمَّ نقلُها إلى مستشفى بيلاريا في بولونيا، حيث توفيت بعد غيبوبة دامت ثلاثة أيام. كتبت في مذكراتها في 27 نيسان عام 1984: "ليست حياتي هذه الحياة التي تتطور بشكل إيقاعي من خلال نَفَسٍ منتظم ليس نَفَسي، ينعشها يوم هادئ ليس لي. لا يوجد شيء لكِ يا ساندرا، يجب أن تُدركي ذلك!".

غويدو روسيني في عمر العشرين

ماذا يقول خطيبها السابق؟

 

وبمناسبة إعلان تطويبها، أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع غويدو روسي، خطيب ساندرا آنذاك، والذي تحدّث عن الخبرة التي عاشها معها. قال: لقد طَبَعت ساندرا حياتي بحياتها وبموتها. بعد فترة لم تخلو من الصعوبات، ولكنها كانت بالتأكيد جميلة وعميقة، وجدت نفسي فجأة مع بيتَين مُدمَّرَين، بيت عائلتها وبيتي، بينما بقي كل شيء قائمًا... لقد ساعدن أهل ساندرا كثيرًا ولا تزال العلاقة وثيقة معهما، كذلك دعمني كثيرًا كهنة وإخوة جماعة البابا يوحنا الثالث والعشرين.

 

وحول ما حصل له بعد الحادثة التي أودت بحياة ساندرا لاسيما أنّه كان حاضرا في اللحظات الأخيرة من حياتها وحول من هو غويدو اليوم، وقال: سأجيب على الأسئلة فقط من أجل فكرة أنَّ ساندرا تنتمي للكنيسة. أنا تزوجت ورزقنا الرب بولدين رائعين؛ وقد شعرت بالدعوة إلى الشماسيّة التي رحبت بها زوجتي بسخاء كبير.

الطوباوية ساندرا ساباتيني – عطيّة للكنيسة

وحول شعوره في هذه اللحظات المهمة للكنيسة وجماعة البابا يوحنا الثالث والعشرين، قال: أفكر بالعطايا الكبيرة ورحمة الرب الكبيرة الذي لا يتركنا وحدنا أبدًا حتى عندما نعتقد بأننا نسير وحدنا بينما يكون هو الذي يحملنا بين ذراعيه، كما نقرأ في كتابة على باب كنيسة في غوبيو اعتدنا أن نزورها أنا وساندرا. أفكر في الأب أوريستي وأربط هذه اللحظة بسعادته عندما حصلت جماعة البابا يوحنا الثالث والعشرين على الاعتراف البابوي. لقد كان الأب أوريستي يحب أن يكرّر هذه الجملة من المزمور "وجهك يا ربُّ ألتمس" وها هي ساندرا الآن ترى وجه الرب.

 

وختم غويدو حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على سؤال حول إن كان قد شعر بقداسة ساندرا عندما كانا يعيشان معًا علمًا أنّه وصفها مرارًا بأنها عطيّة للكنيسة ومثالاً، وقال: لقد وجدت بعض الصعوبات في السير على خطاها والحفاظ على وتيرتها عندما كنا معًا. ولكن يمكنني أن أشهد لمحاولتها بإشراكي أو بالأحرى لأن نختار سويًا وبوضوح لا ما يجب علينا فعله وإنما مشيئة الرب وإرادته. لقد كنت أتأثر دائمًا بأسلوبها الفرِح والعميق في النظر إلى الحياة واتكالها على الرب والتسليم له في الأحداث.