موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
خصّص مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثون لتغيّر المناخ (COP30) جزءًا كبيرًا من وقت مناقشاته للجنوب العالمي، ولم تكن الكنيسة الكاثوليكية استثناءً، إذ شاركت في اجتماعات وندوات مثّل فيها كرادلة من آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية والكاريبي.
وأظهر البابا لاون الرابع عشر قربه من شعوب الجنوب العالمي، موجّهًا رسالة عبر الفيديو إلى جميع الأساقفة المشاركين. ففي 17 تشرين الثاني، مع نهاية اليوم الأول من الأسبوع الثاني للمؤتمر، كان الأب الأقدس لاون حاضرًا أيضًا في الأمازون، منضمًا إلى ما وصفه بـ"الصوت النبوي" لإخوته الكرادلة، الذين "يُخبرون العالم بالكلمات والأفعال أنّ منطقة الأمازون لا تزال رمزًا حيًا للخليقة وتحتاج بشكل عاجل إلى العناية".
وقال البابا مخاطبًا الأساقفة المجتمعين في متحف الأمازون: "لقد اخترتم الرجاء والعمل بدل اليأس، وبنيتم جماعة عالمية تعمل معًا". ورغم إشارته إلى أنّ تقدّمًا قد تحقّق، أكّد أنّه "غير كافٍ"، وأنّ "الرجاء والعزيمة يجب أن يتجددا، لا بالكلام والطموحات فقط، بل من خلال أعمال ملموسة".
وأضاف: "الخليقة تصرخ عبر الفيضانات والجفاف والعواصف والحرّ الشديد"، لافتًا إلى أنّ "شخصًا من كل ثلاثة أشخاص يعيش في هشاشة كبيرة بسبب هذه التغيرات المناخية". وأوضح أنّ تغيّر المناخ ليس تهديدًا بعيدًا بالنسبة إليهم، وأنّ تجاهلهم هو إنكار لإنسانيتنا المشتركة.
وشدّد البابا على أنّه ما زال بالإمكان إبقاء ارتفاع الحرارة العالمية دون 1.5 درجة مئوية، لكن "النافذة تضيق". بالتالي، أكد الحبر الأعظم "بوصفنا حرّاسًا لخليقة الله، نحن مدعوون للتحرّك بسرعة، بإيمان ونبوءة، لحماية العطية التي ائتمننا عليها".
وأبرز قداسته أنّ اتفاق باريس حقّق بدوره تقدّمًا حقيقيًا، واصفًا إياه بأنّه "أقوى أدواتنا لحماية الإنسان والكوكب". لكنه أضاف بوضوح: "علينا أن نكون صريحين: ليس الاتفاق هو الذي يفشل، بل نحن الذين نفشل في الاستجابة. ما يفشل هو الإرادة السياسية لدى البعض. القيادة الحقيقية تعني الخدمة، وتقديم الدعم على نطاق يُحدث فرقًا. فالعمل المناخي القوي يخلق أنظمة اقتصادية أقوى وأكثر عدلاً، والسياسات المناخية القوية استثمار في عالم أكثر عدالة واستقرارًا".
وفي ختام رسالته، ذكّر البابا بالعلماء والقادة والرعاة من كل أمّة ودين الذين يسيرون معنا، قائلاً: "نحن حرّاس الخليقة، ولسنا متنافسين على غنائمها". وطلب من جميع الحاضرين إرسال رسالة عالمية واضحة، رسالة "تضامن لا يتزعزع مع اتفاق باريس ومع التعاون المناخي". وختم: "ليُذكَر متحف الأمازون هذا بوصفه المكان الذي اختارت فيه الإنسانية التعاون بدل الانقسام والإنكار".
وبعد عرض رسالة البابا، قدّم الكرادلة الممثلون للجنوب العالمي شبكة صيد ترمز إلى الوحدة والسلام، وهي نسخة عن الشبكة التي أُهديت إلى البابا فرنسيس خلال سينودس الأمازون عام 2019، والتي نسجتها جماعات محلية من السكان الأصليين في الأمازون.