موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢١ مايو / أيار ٢٠٢٤
البابا لقادة الدول عبر قناة CBS الأميركيّة: اجتهدوا من أجل بلوغ السلام

فاتيكان نيوز :

 

أجرت محطة التلفزة الأمريكية "سي بي أس" مقابلة مع البابا فرنسيس أكد خلالها الحبر الأعظم أن الكنيسة منفتحة على الجميع، وتوقف عند بعض القضايا المتعلقة باتحادات مثليي الجنس. وانتقد فرنسيس ظاهرة تأجير الرحم التي باتت تجارة بكل معنى الكلمة، موجها أيضًا إصبع الاتهام إلى الأديولوجيات الشريرة في العالم. ولم تخل المقابلة من نداءً وجهه البابا إلى الدول التي تتقاتل فيما بينها داعيًا إياها إلى وقف الاقتتال والجلوس إلى طاولة المفاوضات. فيما يتعلق المهاجرين شدّد البابا على ضرورة ألا نبقى غير مبالين.

 

في مقابلته التلفزيونية، التي صُورت في 24 نيسان المنصرم، سلّط البابا فرنسيس الضوء على انفتاح الكنيسة الكاثوليكية على الجميع، وعلى أهمية مبدأ الضيافة الذي يشكل ركنًا من أركان حبريته. وقال إنّ الإنجيل هو للجميع، لأننا جميعَنا خطأة، و"البابا أيضا خاطئ". واعتبر أن الكنيسة إذا وضعت الحواجز أمام الآخرين فهي لا تكون كنيسةَ المسيح.

 

وأكد في هذا السياق أن الكنيسة تبارك الجميع، وكلَّ شخص، لكنها لا تستطيع أن تبارك اتحادات مثليي الجنس، لأن هذا الواقع يتعارض مع شريعة الكنيسة. مع ذلك، أكد أن المثلية الجنسية ليست جريمة، بل هي واقع بشري. وفيما يتعلق بظاهرة تأجير الرحم انتقد البابا فرنسيس هذه الممارسة التي تحولت في الآونة الأخيرة إلى عمل تجاري، وقال إنّ هذا أمر سلبي للغاية، لافتًا إلى إمكانية أن تلجأ النساء اللواتي يرغبن في الانجاب إلى التبني.

 

رداً على سؤال بشأن الانتقادات التي يوجهها له بعض الأساقفة المحافظون في الولايات المتحدة قال البابا إن المحافظ هو من يتمسك بشيء ما ولا يريد أن يرى أبعد من ذلك. واعتبر أن هذا الموقف هو انتحاري، لافتا إلى أن أخذ التقاليد في عين الاعتبار هو شيء، أما الانغلاق ضمن حلقة ضيقة عقائدياً فهو شيء آخر.

 

 

نسي الأطفال كيف يبتسمون!

 

خلال المقابلة التي جرت في إطار الاستعدادات للاحتفال باليوم العالمي للأطفال في 25 و26 أيار الحالي في روما، لم تغب عن ذهن البابا الأوضاع الصعبة التي يعيشها العديد من الصغار في مناطق تشهد حروباً وصراعات مسلحة، شأن غزة وأوكرانيا حيث "نسي الأطفال كيف يبتسمون".

 

ومن هذا المنطلق شاء الحبر الأعظم أن يُطلق نداء إلى الدول المتحاربة كي تعمل فوراً على وضع حد للقتال، وتبحث عن طريقة للتفاوض بشأن السلام. وقال لقادة الدول: اجتهدوا من أجل بلوغ السلام، موضحًا أن السلام الذي يتم التوصل إليه من خلال التفاوض هو أفضل من الحرب التي لا تعرف نهاية. وأضاف: "من فضلكم توقفوا، وتفاوضوا".

 

في سياق حديثه عن الحرب الدائرة بين إسرائيل وغزة والتظاهرات التي تشهدها الجامعات الأمريكية وتنامي ظاهرة معاداة السامية، أكد البابا أن الأديولوجيات هي شريرة وسيئة، وكل "معاداة" هي سيئة دائمًا. يمكن أن تُنتقد هذه الحكومة أو تلك، ويمكن أن تُنتقد الحكومة الإسرائيلية أو الحكومة الفلسطينية، لكن لا يمكن أن نعادي شعباً، أكان من خلال معاداة السامية أو معاداة الشعب الفلسطيني

 

 

اللامبالاة تجاه المهاجرين

 

وتوقف المقابلة عند أوضاع المهاجرين، ولفت البابا فرنسيس إلى وجود أشخاص كثيرين "يغسلون أيديهم"، كما فعل بيلاطس البنطي، وهم يفعلون الشيء نفسه أمام ما يشهده العالم من حروب وظلم وجرائم. إنها اللامبالاة، وطلب من الجميع عدم الوقوف غير مبالين أمام المآسي البشرية، مؤكدًا أن عولمة اللامبالاة هي مرض قبيح جدًا. وانتقد سياسة تهميش المهاجرين مطالبًا بالإصغاء إليهم والتعامل مع كل حالة على حدة.

 

في ختام المقابلة سُئل البابا فرنسيس عن فضائح التعديات الجنسية في الكنيسة، وقال إنها جرائم لا يمكن التساهل معها، واعتبر في الوقت نفسه أنه من الأهمية بمكان أن تُبذل المزيد من الجهود لأن هذه المأساة كبيرة، كما لا بد من معاقبة المسؤولين عنها والتأكد من عدم تكرارها في المستقبل.