موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٤ مايو / أيار ٢٠٢٥
البابا لاون الرابع عشر: سأبذل كل جهد ممكن من أجل السلام العالمي

أبونا :

 

في خطابه بمناسبة يوبيل الكنائس الشرقيّة، تعهّد البابا لاون الرابع عشر، الأربعاء 14 أيار 2025، ببذل "كل جهد" من أجل السلام، وعرض أن يكون الكرسي الرسولي وسيطًا في حلّ صراعات عالميّة، مشدّدًا على أنّ الحرب "ليست حتمية إطلاقًا".

 

ومنذ اليوم الأول من انتخابه، في 8 أيار 2025، دعا البابا لاون الرابع عشر إلى إحلال السلام في العالم. وقد كانت أولى كلماته للحشود في ساحة القديس بطرس: "السلام عليكم جميعًا"، و"هذا هو سلام المسيح القائم من بين الأموات، إنّه سلام مجرّد من السّلاح، وسلام يُجرِّدُ من السّلاح، ومتواضع ومثابر. إنّه سلام يأتي من الله، الذي يحبّنا كلّنا من دون شروط".

 

وفي أول صلاة تبشير ملائكي، الأحد 11 أيار، دعا البابا لاون الرابع عشر إلى "سلام حقيقي، عادل ودائم" في أوكرانيا، وإلى وقف إطلاق النار في غزة، وتقديم المساعدة الإنسانيّة للسكان المدنيين المنهكين، وإلى إطلاق جميع الرهائن. كما رحّب بوقف إطلاق النار الهش بين الهند وباكستان، متمنيًا أن تفضي المفاوضات المقبلة إلى الوصول سريعًا إلى اتفاق دائم.

 

سأبذل كلّ جهد ممكن

 

وبرزت قضية السلام مجددًا، خلال خطاب البابا لاون الرابع عشر، الأربعاء 14 أيار 2025، أمام أعضاء الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة والتي يقع بعضها في أماكن تعاني الصراعات، من الأرض المقدّسة إلى أوكرانيا، ومن سوريا إلى لبنان، وفي عموم الشرق الأوسط.

 

وقال البابا لاون الرابع عشر: "سلام المسيح ليس صمت القبور بعد الصّراع، وليس نتيجة القهر، بل هو عطيّة تهتمّ بالإنسان وتُعيد إليه الحياة. لنُصلّ من أجل هذا السّلام، الذي هو مُصالحة، ومغفرة، وشجاعة لفتح صفحة جديدة والبدء من جديد".

 

أضاف: "لكي ينتشر هذا السّلام، سأبذل، من جهتي، كلّ جهد ممكن. الكرسيّ الرّسوليّ في الخدمة، حتّى يلتقي الأعداء وينظروا في عيون بعضهم البعض، وحتّى تستعيد الشّعوب الرّجاء، وتستعيد الكرامة التي تستحقّها، وهي كرامة السّلام".

لنلتقِ، ولنتحاور، ولنتفاوض

 

وقال: "الشعوب تريد السّلام، وأنا، من كلّ قلبي، أقول للمسؤولين عن الشّعوب: لنلتقِ، ولنتحاور، ولنتفاوض! الحرب ليست حتميّة أبدًا، والأسلحة يمكن ويجب أن تصمت، لأنّها لا تحلّ المشاكل بل تُفاقمها، لأنّ التّاريخ سيذكر من زرع السّلام، لا من حصد الضحايا، ولأن الآخرين ليسوا أولًا أعداءً، بل هم بشر: وهم ليسوا أشرارًا يجب أن نكرههم، بل هم أشخاص، بشرّ، يجب أن نتكلّم معهم".

 

وشدّد على أنّ الكنيسة "لن تتعب من التّرديد: لتصمت الأسلحة".

 

وشكر البابا لاون الرابع عشر جميع الذين "ينسجون خيوط السّلام، في الصمت، والصلاة، وبذل الذات"، مشيرًا بشكل خاص إلى المسيحيين في الشرق الأوسط "الذين يثابرون ويصمدون في أراضيهم، وهم أقوى من التّجربة التي تدعوهم إلى تركها. يجب أن يُعطى المسيحيّون، وليس بالكلام فقط، الإمكانيّة للبقاء في أراضيهم، مع كلّ الحقوق اللازمة من أجل حياة آمنة".