موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
احتشد آلاف الشباب في ملعب "ريت فيلد"، معقل فريق شيكاغو وايت سوكس للبيسبول، يوم السبت 14 حزيران، لحضور احتفال بهيج نظمته أبرشيّة شيكاغو تكريمًا لانتخاب ابنها البابا لاون الرابع عشر. وحضر الفعالية، التي أقيمت بالتزامن مع عيد الثالوث الأقدس، الكاردينال بليز سوبيتش، ولفيف من الأساقفة والكهنة والراهبات، والعائلات، والشباب من جميع أنحاء الأبرشيّة.
وفي فيديو مدته ثماني دقائق عُرض خلال الاحتفاليّة، حثّ الحبر الأعظم الحضور على أن يكونوا "منارات رجاء" في العالم، وأن يخدموا الآخرين، وأن يجعلوا العالم "مكانًا أفضل يهب حياة حقيقيّة للجميع"، وبالتالي "علامة رجاء للعالم كله".
نور الرجاء في عالم اليوم
وقال "بينما تجتمعون اليوم في هذا الاحتفال الكبير، أودُّ أن أعرب عن امتناني لكم، وأن أشجعكم أيضًا على مواصلة بناء الجماعة والصداقة كإخوة وأخوات في حياتكم اليوميّة، وفي عائلاتكم، وفي رعاياكم، وفي الأبرشيّة، وفي جميع أنحاء عالمنا".
أضاف "حين أرى كل واحد منكم، وحين أرى كيف يجتمع الأشخاص معًا للاحتفال بإيمانهم، أكتشف أنا أيضًا كم هناك رجاء كثير في العالم. إنّ المسيح رجاءنا وفي هذا اليوبيل، في سنة الرجاء هذه، يدعونا جميعًا إلى أن نكون معًا، لنكون ذلك المثل الحيّ الحقيقي: نور الرجاء في عالم اليوم".
قوّة الإيمان والجماعة
وخاطب البابا الشباب الحاضرين: "بينما تكبرون معًا، قد تدركون، وخاصة بعد أن عشتم زمن الجائحة، أوقات العزلة، والصعوبات الكبيرة، والتي قد تكون داخل العائلة أو في عالم اليوم. قد لا يمنحكم سياق حياتكم أحيانًا فرصة لعيش الإيمان، والعيش كمشاركين في جماعة إيمان".
واغتنم البابا هذه الفرصة ليوجّه دعوة إلى الشباب، وقال "أدعو كل واحد منكم إلى النظر داخل قلوبكم، وإدراك أن الله حاضر، ربما بطرق مختلفة. إنّه يتواصل معكم، ويدعوكم إلى معرفة ابنه يسوع المسيح، من خلال الكتاب المقدّس، أو من خلال صديق أو قريب أو جد"، مشدّدًا على أهميّة أن ينتبّهوا إلى حضور الله في حياتهم، وإلى البحث لإيجاد الطرق تمكنهم من مساعدة الآخرين.
الشباب.. منارات رجاء
وأوضح بأنّ خدمة الآخرين تمكّنهم أيضًا من إيجاد معنى حقيقيّ لحياتهم.
ولفت إلى أنّ "أشخاصًا كثر ممن يعانون من القلق أو الوحدة أو الاكتئاب أو الحزن، قد يكتشفون أن محبّة الله هي مداواة حقيقية تحمل الرجاء، وبأنّ الكون معًا كأصدقاء، وإخوة في الجماعة أو الأبرشيّة، هو خبرة عيش مشترك للإيمان".
وخاطب البابا الشباب بالقول "أود أن أقول مجدّدًا أنكم وعد رجاء لكثيرين منا. ينظر إليكم العالم ويقول: نحن في حاجة إليكم، نريدكم أن تجتمعوا لتشاركونا في هذه الرسالة المشتركة، ككنيسة ومجتمع، وهي إعلان رسالة رجاء حقيقي وتعزيز السلام والتناغم بين الشعوب".
وشدّد على ضرورة النظر إلى ما هو أبعد من التصرفات الفردانيّة، والبحث عن طرق "لنكون معًا ونعزّز رسالة رجاء"، مذكّرًا في هذا السياق بقول القديس أغسطينوس: ’إذا أردنا أن يكون العالم مكانًا أفضل، فعلينا أن نبدأ بأنفسنا، وبحياتنا، وبقلوبنا‘. وأوضح أنّ الشباب باتحادهم كجماعة يمكنهم أن يكونوا "منارات رجاء"، وبأنّ هذا النور سيصبح أكثر بريقًا كلما كبروا في الوحدة والشركة.