موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
إقدام انتحاري من عصابة داعش الإرهابية على تفجير نفسه داخل كنيسة القديس مارالياس بدمشق جريمة نكراء مرفوضة وتمت بكل المقاييس إلى الفشل والتخلف والاعتداء على حرمة النفس البشرية والعودة إلى إثارة الفتنة والطائفية من جديد وخدمة للفوضى بدل الاستقرار والهدم بدل الاعمار.
لابد من التأكيد دوما على أن مثل هذه الأعمال الجبانة لا تمت بصلة أبدا إلى الإسلام ومرفوضة جملة وتفصيلا ومنبوذة وتشوه العلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحيين والذين يدركون تماما وعن يقين راسخ بأن الهجمة الشرسة هي للنيل من وحدتهم وتماسكهم للدفاع عن سوريا الحضارة والثقافة.
شاهدت صورة منفذ العملية وكم هو منفر ومتعمد لتشويه صورة الإسلام السمحة والتي تعتبر النفس البشرية مقدسة ومحرمة ولا يملك سوى الخالق قدرها ومصيرها بروح الرحمة والمغفرة ولا يملك أي انسان مهما حاول المراوغة والتضليل في حق انهاء حياتها.
نتساءل وبصدق: لمصلحة من تلك الاعمال النكراء ومن تخدم في نهاية المطاف وأي جهة مسؤولة عنها وكيف يتم غسل دماغ منفذيها وتوفير أدوات القتل لها، وهل حصد أرواح الأبرياء عمل بطولي؟
نحمد الله على يقظة ونباهة وقدرة أجهزتنا الأمنية على حماية بيوتنا كافة، سواء العبادة منها والشخصية وعدم التهاون أبدا تجاه أي شخص يفكر مجرد التفكير في زعزعة الأمن والاستقرار والنيل من وحدة النسيج الاجتماعي الوطني في الوطن الحبيب واسرته الواحدة.
لا يوجد وقت للارهاب ولا حتى التصرف الأحمق والمدسوس ولنتصور حجم الكارثة الإنسانية التي لحقت بكنيسة القديس مار الياس والأرواح البريئة التي كانت تصلي وتبتهل من أجل سلام سوريا وعودة الطمأنينة والاستقرار لها.
نقف بمشاعر الأخوة الصادقة مع الأشقاء في سوريا من أجل بناء بلدهم بقوة الإيمان السليم والحرص على النفس البشرية كريمة عزيزة كما خلقها الله وأكرمها لأداء رسالتها واعمار الكون بالمحبة والسلام والوئام.
كنا نشهد من قبل سواء في العراق ومصر مثل تلك الأعمال الجبانة والتي لا تخدم سوى قوى الظلم والطغيان والجهل وتهدم بدل البناء والعمران وتغتال الروح البشرية بحماقة لا توصف وخسة بالغة، ونحمد الله أنها توقفت ونأمل أن لا تعود أبدا.
نقف في أردننا الحبيب بالمرصاد لمثل تلك الأعمال الجبانة بوعي أسرتنا الواحدة وحرصها وانتمائها وبسهر ورعاية وعناية أجهزتنا وتوجيهات سيدنا جلالة الملك عبد الله الثاني–حفظه الله ورعاه – ولا مكان لمثل تلك المجموعات بيننا ويشهد تاريخ الأردن على ذلك وأن تلك الأعمال كانت خارجية وغريبة تماما عن رسالة الأردن.
لبيوت الله حرمة مقدسة لا يجوز أبدا الاعتداء عليها وعلى ضيوفها وزوارها والمصلين فيها ؛ تلك الأماكن وجدت للنقاء من الجرم والإثم واتمام العبادة واتباع رسالة السماء والطهارة والابتهال والدعاء.
من جديد ودوما الإسلام بريء تماما من تلك الأعمال الإرهابية والتي لا تمت بأي صلة لمؤمن سليم العقيدة وواثق المنهجية وعقلاني التصرف وحريص العمل على إدامة المحبة والسلام على الأرض المقدسة وبلاد الشام كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
حمى الله النفوس البريئة من الفكر المتطرف والظلامي والذي يدمر ويقتل ويفجر دون ذنب للضحايا سوى تنفيذ أوامر من عصابات تأتمر بقوى الإرهاب لا غير، وحمى الله سوريا من العبث السافر على شعبها الشقيق.
صادق العزاء ومشاعر المواساة لأسر ضحايا جريمة كنيسة القديس مار الياس بدمشق، ولن يتحقق للظلم والظلام هدف ما دام نور الأيمان الحقيقي ينير الدرب بشكل وضاء وساطع ؛ لا مكان ووقت لمثل ذلك أبدا الآن وكل حين.
(الرأي الأردنية)