موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٤ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٣

من أراد أن يتبعني، فليحمل صليبه ويتبعني

بقلم :
كارول علمات - الأردن
من أراد أن يتبعني، فليحمل صليبه ويتبعني

من أراد أن يتبعني، فليحمل صليبه ويتبعني

 

في يوم عيد ارتفاع الصليب المقدس.. نسير بإيمان وخشوع نحو الجلجلة، حيث ولدت أعظم قصة حب من رحم الألم.. هناك على الجلجلة ارتفع صليب الفادي، علامة انتصار وخلاص.

 

نتأمل في يسوع المصلوب، وفيه نرى جميع المرضى المتألمين، الحزانى والمقهورين والمسحوقين والمحرومين من عيش حياة كريمة. نتأمّل في جروحاتك أيها المسيح، نحن الذين سمرّناك على الصليب بخطايانا، ونطلب أن تباركنا الأيدي المسمرة وتهبنا النعم السماويّة، تلك الأيدي التي باركت خمر قانا الجليل وكثرت الخبز والسمك في طبريا الجليل.

 

نطلب مغفرة خطايانا باستحقاقات آلامك؛ يا من زجرت الأمواج بيمينك، أعطنا أن نسير على مياه الحياة بإيمان وثقة. ومن جرح جنبك المقدّس، الذي سال منه دم وماء، نطلب رحمة للعالم أجمع. إنّنا نطلب شفاءً وفرحًا، أمنًا وسلامًا، نجاة من كوارث وزلازل وأوبئة وأمراض. نطلب مغفرة الخطايا، وسيل النعم والعطايا.

 

أيها المصلوب، ننظر إلى قدميك المقدستين المسمرتين، ونتأمّل في عظاتك على جبل التطويبات حيث سرت وأعطيت لنا التطويبات بابًا للحياة الأبدية. ألا فلا تتركنا مكبلين عن السير قدمًا نحو الفرح الأبدي، بل أعطنا ان نسرع الخطى نحو مساعدة الآخرين، وأن نسير لنقابل وجهك الملطخ بالجروح في كل من تضعه يا رب في دروبنا.

أمام صليبك ننحني إجلالاً وحبًا، ونمسك بيد أمك الحزينة مريم ويد تلميذك الحبيب يوحنا، ومعهما ننظر إلى عينيك التي ترى قلوبنا بعشق وحب مقدس، ونلتمس نعم السماء لأهل الأرض جمعاء.

 

في يوم عيد ارتفاع الصليب المقدس، لسان حالك أيها المخلص يخاطب كلا منا ويقول: ألا انهض، احمل صليبك وامشِ، إني أبرأتك.

 

كل عام والصليب علامة فخر وانتصار لنا جميعًا.

 

دمتم بخير وبركة!