موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٦ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٥

سفر القضاة: مُلك أبيمالك

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
سفر القضاة

سفر القضاة

 

يتابع الأب منويل بدر سرد سفر القضاة شعرًا، متناولاً اليوم المواضيع التاليّة:

 

مُلكُ أبيمالك: قضاة 9

 

بعد موتِ جدعون أسرع أبيملك لأقربائه وأخوالِه وكلِّ عشيرةِ بني أمِّه في شكيم يسألهم

أيُّ الأمْرين خير لكم أن يتسلّط عليكم سبعون رجلا من بني يَرُبَّعْل أم واحد من عظمكم

 

فتكلّم أخوالُه أمام أعيان شكيم بكلِّ هذا الكلامِ فمالت قلوبهم نحو أبيملك وقالوا هو أخونا

ثم أعطوه سبعين من الفضّة فاستأجر بها أبيملكُ رجالا لا خير فيهم مغامرين ويقاتلونَ

 

فجاء بهم بَيْتَ أبيه في عُفْرةَ وقَتَلَ إخوتَه بني يَرُبَّعْلَ سبعون رجلاً قد نجى منهم بوتام

أصغرُ بني يَرُبَّعْلَ لأنّه اختبأَ واجتمع الأعيانُ وأقاموا أبيملك ملكا لهم في شكيم يا سلام

 

فلمّا علم بوتامُ وقف على جبل الجَرِزيم ووجّه كلامَه لأعيان شكيم قال يا بني قومي

اسمعوا لي فيسمعَ الله لكم هل ما فعلتمْ مع أبيملك فعلتموه بالاستقامةِ والحقِّ شرعي

 

فأنتم بذا كافأتموه على ما صنعتْ يداه أنسيتُمْ أنّ أبي قاتَلَ عنكم وخاطر بنفسه لأجلكم

فأنقَذَكُمْ مِن يدِ مِدينَ لكنّكمُ اليوم قُمْتُمْ على بيت أبي وذبحتُمْ بنيه السّبعينَ أَذَا له شُكرُكم

 

أبيملكُ هو ابنُ أمَتِهِ لكنّكم فضّلتموه على بيتِ يَرُبَّعْلَ فإن كان حقّاً فافرحوا بأبيملك

وليفرح هو أيضا بكم ولتخرج منه نارٌ تأكل أعيان شكيم ونارُ شكيم تأكُلُه وَهْو ملك

 

قال يوتام ذا وهرب ونجا وانطلق إلى بِئْرَ بعيداً عن وجه أخيه أبيملك مَلِكِ إسرائيل

لثلاثِ سنواتٍ بعث الله فيها شرّا بين أبيملك وأعيان شكيم فما أرادوا له مُلْكاً طويل

 

أعيانُ شكيمَ قرّروا ردَّ العُنْفِ على أبيملك أخيهم الّذي عامَلَ به بني يَرُبَّعْلَ السّبعين

ويجلُبوا دمَهم على أبيملك أخيهِم وعلى أعيانِ شكيم الّذين كانوا له بالقتل متعاونين

 

أقام له أعيانُ شكيم كميناً على رؤوس الجبالِ كاللّصوصِ ينهبون عابريَّ الطّريق

أمّا أوّلُ أعداءِ أبيملكَ فكان جاعَلُ بنُ عابِدَ واخوتُه مرّوا بشكيم ما لهم فيها صديق

 

قطَفوا كرومَها وشربوا نبيذَها ودخلوا هياكلَها وأهانوا آلهتَها وملكَها أبيملك لعنوا

أمّا لأَعيانِ شكيم فقالوا مَن هو أبيملك حتى نخدمَه حمورُ ابنُ شكيمَ منكم فاخدموا

 

هذا وسمع زبولُ والي المدينةِ بكلام جاعَلَ بنِ عابِدَ فأرسل لِأبيملك يخبرُه بثورة

آتِيةٍ عليه مِن أهلِ شكيم فقُمْ أنتَ والقومُ الّذين معْكَ واكمَنوا لهم بمحاربين بوفرة

 

عند طلوع الفجر على باب المدينة واصْنَعْ بهم ما لكَ طابَ فقام أبيملك مَعْ جنوده

وكَمَنوا عند مدخل شكيم أربعُ فِرق رآهم جاعَلُ بنُ عابِدَ فأخبر زبول عن حُشوده

 

قال هوذا أرى شعباً نازِلاً من عندِ سنامَ الأرضِ وفرقةٌ مِن طريق بلّوطةَ المُنجِّمين

أمّا زبولُ فردّ عليه أين فمُك الّذي كنت تقول به مَن هو أبيملك حتى نخدمَه أجمعين

 

أليسَ هو الشّعب الّذي ازْدريتَه فاخرُجْ إليهِ الآنَ وقاتِلْه فخرج جاعلُ ليحارب أبيملك

فطارده أبيملك فهرب جاعَلُ من وجهه مع إخوته واما هو فسكن في شكيم بلا شريك

 

في الغداة طلع الشّعب إلى الحقول فأُخْبِرَ أبيملكُ بذلكَ فأخذ قومَه وقسَّمهُمْ لثلاث فِرَق

فِرقتُه هو وقفت حرّاسا لمدخل المدينة أمّا الفرقتان فأهفتا الحقول ومَن عليها احتَرَق

 

وحارب أبيملكُ مدينة شكيم اليوم كلَّه حتى استولى عليها فأحْرقها وقتل الشّعب الّذي فيها

فاجتمع أعيان مِجْدالَ شكيم ليتشاوروا ما العملُ أمّا أبيملك فصعد مع محاربيه كي يهفيها

 

في الطّريق أخد أبيملكُ فأسا فقطع غصنا غطّى به قامتَه ثمّ أمر مرافقيه ليفعلوا ما هو فعل

فقطع جميع القوم حوله كلُّ واحدٍ غُصْنا وتبعوا أبيملك فأشعلوها على القوم فماتوا بالعمل