موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٠ أغسطس / آب ٢٠٢٣
مسيحيو العراق خميرة الرجاء والسلام اللذين يحتاج إليهما بلد الرافدين اليوم

فاتيكان نيوز :

 

لتسع سنوات خلت، وتحديدًا ليل السادس من آب عام 2014، أجبر أكثر من 120 ألف مسيحي عراقي، من رجال ونساء وأطفال، على النزوح عن سهل نينوى نتيجة العنف وأعمال القتل والتدمير التي مارسها تنظيم داعش، وراحوا يبحثون عن ملجأ آمن لهم في إقليم كوردستان العراق. فقد حصلت عملية نزوح كبيرة لتلك الأقلية التاريخية المتجذرة في المنطقة منذ عشرين قرنًا.

 

في حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني وإذاعة الفاتيكان، حاول المستشار الوطني الإيطالي لهيئة باكس كريستي الأب ريناتو ساكّو أن يسلط الضوء على الأوضاع الصعبة والمعقدة التي عاشتها وما تزال تعيشها الجماعات المسيحية في تلك المنطقة. وتحدث عن وصول تنظيم داعش واحتلاله لمدينة الموصل، ما أرغم أكثر من 100 ألف شخص مسيحي، أو 120 ألفًا، على النزوح عن سهل نينوى، تاركين وراءهم كل ما يملكون، ومنهم من خرجوا تلك الليلة من بيوتهم بثياب النوم، وحاولوا أن يحملوا معهم الأشخاص المسنين والمرضى مستخدمين ما أتيح لهم من وسائل وأدوات.

 

 

تعبير عن القرب والدعم

 

وقال: إنّ المأساة التي عاشتها تلك الجماعة المسيحية كانت وما تزال حيّة في ذهن البابا فرنسيس، ولهذا السبب بالذات أراد أن يقوم بزيارة إلى تلك المنطقة في آذار من العام 2021، ليكون أول حبر أعظم تطأ قدماه بلد الرافدين، وحاول أن يعبّر عن دعمه وتأييده للضحايا، وعن قربه ليس من المسيحيين فقط، بل أيضًا الأيزيديين، لأن البابوات كانوا دائمًا وما يزالون قريبين من جميع الناس.

 

واعتبر أنّ الزيارة الرسولية التي قام بها فرنسيس إلى العراق، وإلى سهل نينوى تحديدًا، أعطت دفعًا قويًا، خصوصًا وأن الحبر الأعظم كان "السلطة الغربية" الوحيدة التي زارت تلك المدن العراقية، المدن التي شكلت رمزًا للألم والمعاناة. بالتالي، جاءت الزيارة كعلامة للتضامن مع الجميع، مع المسيحيين وغير المسيحيين، تدعو الجميع للنظر بأعين الرأفة إلى مناطق العالم كافة التي تعاني من الحروب.

 

 

عودة صعبة

 

وأوضح بأنّ المسيحيين عادوا إلى سهل نينوى خلال السنوات الماضية ولكن بصعوبة كبيرة، وذلك بسبب البيوت المدمرة والقنابل التي لم تنفجر، ومع ذلك إنهم يحملون في قلبهم أملاً كبيرًا. ولفت إلى أن الكنيسة الإيطالية، شأنها شأن الكنيسة الجامعة، ساعدت كثيرًا المسيحيين العراقيين وهي تحافظ على شعلة الأمل مضاءة.

 

ورأى أنه لا بدّ من مساعدة هؤلاء على تعزيز الأمل والثقة بالمستقبل، معتبرًا أن هذا الأمر يكتسب أهمية كبيرة نظرًا للمعاناة التي ما يزال العراق يختبرها بعد سنوات طويلة من الحروب. وقال: تسود اليوم في بلاد الرافدين أجواء من التوتر الشديد، ولا شيء ينبئ بحصول انفراج، وهذا ما أظهره منذ بضعة أسابيع نبأ مغادرة البطريرك ساكو العاصمة بغداد، ليختلي في أحد الأديرة.

 

وأضاف: إن أوضاعًا كهذه تزيد من تعقيد الحياة اليومية للمواطنين العراقيين، المجبرين على العيش في بلد لا ينعم بالهدوء والاطمئنان، في وقت يتعين فيه على الغرب أن يتحمل مسؤولياته الكبيرة. ومع ذلك يبقى المسيحيون العراقيون، كما يقول الإنجيل، خميرة للرجاء والسلام اللذين يحتاج إليهما العراق اليوم.