موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢
البابا يستقبل مرسلي رهبنة الآباء المخلصين: لعدم الخوف من سلوك دروب جديدة

فاتيكان نيوز وأبونا :

 

استقبل البابا فرنسيس، السبت، مرسلي رهبنة الآباء المخلصين لمناسبة انعقاد مجمعهم العام في روما، ووجّه لهم خطابًا شدّد فيه على عدم وضع العراقيل أمام العمل المجدّد للروح القدس، موضحًا أن التجدّد الذي تحتاج إليه اليوم الكنيسة والحياة المكرسة يمر عبر عملية ارتداد القلب والعقل.

 

ولفت في بداية خطابه إلى أن انعقاد المجمع العام "ليس مجرد إجراءً شكليًا يقتضيه القانون الكنسيّ"، ولكنه "عيش العنصرة، القادرة على جعل كل الأمور جديدة"، وسلط قداسته الضوء على أهميّة المواضيع التي يتناولها المجمع، وهي: الهوية، الرسالة، الحياة المكرسة، التنشئة والإدارة، والتي تساعدهم على "إعادة التفكير في مواهبهم على ضوء علامات الأزمنة"، مشجعًا إياهم على "عدم الخوف من سلوك دروب جديدة، ومن الحوار مع العالم"، مع إبقاء أنظارهم ثابتة على يسوع.

 

ارتداد القلب وتغيير التقاليد

 

وتابع البابا فرنسيس خطابه مشيرًا إلى أن الكنيسة والحياة المكرسة تعيشان اليوم مرحلة تاريخية فريدة، وتوجد أمامهما إمكانية التجدّد بأمانة خلاقة لرسالة المسيح. وقال قداسته: إنّ هذا التجدد "يمرّ عبر عملية ارتداد القلب والعقل"، وفي الوقت عينه مع إمكانيّة "تخطي التقاليد التي ورثناها، والتي لم تقم بوظيفتها المرجوة"، لافتًا إلى أنّ هذا "أمر مهم، مع أنه مؤلم".

 

وفي هذا الصدد، حذّر من أنّ أولئك الذين "يظلون متعلقين بيقينهم الخاص، يخاطرون بالوقوع في تحجّر القلب، مما يعيق عمل الروح في قلب الإنسان". وقال: "يجب ألا نضع العراقيل أمام العمل المجدِّد للروح القدس، أولاً وقبل شيء بدءًا من قلوبنا وأنماط حياتنا. بهذه الطريقة فقط يمكننا أن نصبح مرسلين للرجاء".

ثلاثة أعمدة أساسيّة

 

وبينما يشرع المخلصون بعملية التجديد هذه، أشار البابا أيضًا "ألا ينسوا الأعمدة الثلاثة الأساسيّة، وهي مركزية سر المسيح، الحياة الجماعية والصلاة". وقال: "إنّ شهادة وتعاليم القديس ألفونس تذكركم باستمرار على أهميّة البقاء في محبة الرّب، لأن بدونه لا نستطيع أن نفعل شيئًا، وإذا ثبتنا فيه نحمل الثمار (يوحنا 15:  1-9)".

 

وحذّر قداسته من مغبة التخلّي عن الحياة الجماعيّة والصلاة، لأن هذا الأمر يشكّل الباب أمام عقم الحياة المكرسة، وموت المواهب والانغلاق حيال الأخوّة. أما وداعة روح المسيح، فتحملنا على تبشير الفقراء، وفقًا لما أعلنه المخلص في مجمع الناصرة".

 

وفي ختام خطابه، تمنى البابا للإدارة العامة الجديدة أن تتمتع بالتواضع والوحدة والحكمة والتمييز كي تقود الرهبنة خلال هذه المرحلة التاريخيّة والمليئة بالتحديات. وقال: العمل هو عمل الرب، ونحن لسنا إلا خدامًا نصنع ما ينبغي أن نصنعه، موضحًا أن من يتبوأون مناصب القيادة من أجل مصالحهم الشخصيّة لا يخدمون الرّب الذي غسل أرجل التلاميذ، بل يخدمون أصنام العالم الدنيوي والأنانيّة.