موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ١٠ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٣
أمّ النور والزهور

أشخين ديمرجيان :

 

أمّ النور! لكِ بريق روحاني ونور سماوي. أنتِ زهرة الدنيا وبهجتها ونضارتها وحسنها... كلّ تقاسيم الإبداع الربّاني وجماله ينعكسان على ملامحك الطاهرة لأنّك تلقّيتِ نورالله بتواضعك...

 

أمّ النور! المُشرقة كالصبح، الجميلة كالقمر، الساطعة كالشمس... تظهر الأزهار التالية مع إيقونات سيّدتنا مريم العذراء في اللوحات والرسومات الفنّيّة، وتُبيّن رمزكلّ منها في حياتها، خاصة أكثرها شيوعاً واقترانًا بها. إنّ الصّور المقدّسة ليست -حاشى وكلا- للعبادة بل لمساعدة التّقوى، وقد زال إلى غير رجعة خطر "الأصنام" والأوثان الّذي كان يتربّص بمعشر العبرانيين القدماء، لبداوتهم وطفوليّتهم الروحيّة، وخطر انزلاقهم إلى الشّرك بمحاكاتهم للأمم الوثنيّة .

 

فيما يلي بعض الأزهار على سبيل المثال لا الحصر:

 

الوردة: وهي غنيّة عن التعريف وأجمل الأزهار قاطبةً في هذه الدنيا وتُعرف بـ"ملكة الأزهار". تمثّل الوردة مريم العذراء "ملكة السماء". ولا علاقة بلقب سيّدتنا مريم هذا مع "ملكة السماء" الوثنية الآشورية البابليّة والأكّاديّة التي هي ربّما "عشتار" (عن إرميا 7 : 18).

 

ترمز الوردة إلى كلّ المشاعر والقيم الجميلة، فهي تعني الحبّ وتوحي بالسلام، وتذكّر بالإخلاص وتبعث التفاؤل وتنشر الفرح. كما أنّها تهذّب النّفس وتُنعش الرّوح وترسم البسمة على الشفاه. توحي بكلّ ما هو جميل ومريح بفضل عبق رائحتها الزكيّة. باختصار الورود لغة يتداولها جميع البشر في العالم بكلّ بساطة.

 

ومع أنّ الورود تنمّ عن الذوق الرفيع، إلاّ أنّها تذكّرنا بالشوك الذي يلازمها، وهناك أيضًا معاناة خفيّة في تلك الأشواك. فقد صاحبت الآلام سيّدتنا مريم العذراء، مثلما تنبّأ سمعان الشيخ: "وأنتِ سينفذ سيف في نفسك" (لوقا 2: 35).

 

أزهار اللبلاب: ترمز إلى إخلاص سيّدتنا مريم العذراء الكامل والشامل لمشيئته تعالى، وبما أنّها دائمة الخضرة فهي ترمز إلى خلود نفسها. والعذراء مريم هي مثالنا الأكبر في التفاني بلا حدود في سبيله تعالى والثقة العمياء بجلالته. ونحن نعرف وفاءها الكامل في جميع مراحل حياتها، خصوصًا لدى بشارة المَلَك جبرائيل

 

الزنابق البيضاء: (أو زنابق السيّدة) وعطرها الساحر، ويرمز إلى طهارة مريم العذراء المثاليّ وصفاء نفسها وديمومة بتوليّتها، وتواضعها أمام إرادته تعالى. وتنمو هذه الزنابق غالبًا في موسم عيد القيامة المجيدة.

 

القرنفل: الورديّ أو الأحمر، الذي يمثّل العفّة الكاملة الدّائمة في حياة العذراء مريم.

 

الزهرة الزرقاء: وترمز إلى قداستها وبراءتها، منها السّلام.

 

القطيفة: زهرة القطيفة تُكرّم بساطة مريم من خلال حياتها المنزليّة والأسريّة.

 

البنفسج: هذه الزهرة بمحاسنها، ولونها، ورائحتها العطرة، وأوراقها المرسومة على شكل قلوب، ترمز إلى تواضع العذراء وطهرها وبراءتها. ودور مريم العذراء في تاريخ الخلاص يتميّزبهذه الصفات الثلاث بشكل فريد.

 

زنبق الكلاديولا: واسم الزنبق مستمدّ من المصطلح اللاتيني الذي يعني "السيف". تبدو أوراق هذا الزنبق على شكل سيوف، وتُمثّل الأحزان التي جازت في قلب سيّدتنا مريم العذراء في طريقها إلى الجلجلة.

 

زهرة الآيريس: بلونها الأزرق الغامق يُمثّل أمانة السيّدة العذراء. وأوراقها التي تنبت على شكل شفرة ترمز هي الأخرى إلى الأحزان التي طعنت قلبها، كما ورد في (لوقا 2: 35).

 

زهرة الكولومباين الزرقاء: تبدو مجموعة أوراقها على شكل حمائم (ولفظة كولومبا- تعني حمائم باللاتينية). فيما يتعلّق بمريم العذراء، تمثّل هذه الزهرة تفانيها. والأزرق هو اللون الأكثر شيوعاً واقترانًا بمريم العذراء أمّ النور .

 

عندما نشاهد هذه الأزهار مرّة أخرى في الروائع الفنّيّة، سوف نفهم سبب وجودها في الإبداعات ، ومعنى رموزها في حياة أمّنا مريم العذراء.

 

 

خاتمة

 

نردّد للعذراء، منها السّلام، كلمات النّشيد المؤّثرة: "كلّك جميلة وليس فيكِ عيب! مثل السّوسن بين الشّوك، هكذا أنتِ بين النّساء"، فعليكِ السلام بلا ملل و"ها منذ الآن تطوّبكِ جميع الأجيال"(عن لوقا 1: 46). بشفاعتك علّمينا كيف نُرضي الربّ ونُتمّم وصاياه، آمين!