موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٥ فبراير / شباط ٢٠٢٤
صديق الأردن الهولندي مارتن يانسن يرحل إلى ديار النور

أبونا :

 

انتقل صديق الأردن الصحفي مارتن يانسن (63 عامًا) في هيرلين الهولندية بعد صراع قصير مع المرض.

 

وارتبط اسم يانسن بمجلة Katholiek Nieuwsblad كمراسل لمنطقة الشرق الأوسط منذ عام 2010. ولأجل ذلك ذهب إلى سوريا وتعلم اللغة العربية، ثم بعد اشتعال الحرب الأهلية هناك، جاء الأردن، وأكمل تعلم العربية، واكتسب خبرة الشرق الفريدة في وقت كان الأردن يستقبل أفواج اللاجئين من سوريا فكان يصف الأردن بالبلد المضياف والمنفتح على استقبال من تتعثر لديهم السبل في بلدانهم. وكان من وقت إلى آخر يرتاد الصلاة في كنيسة البشارة في جبل اللويبدة حيث كان يسكن.

 

كانت من سمات مقالاته ذاكرة أطول مما تجده عادة في الصحافة. فقد تطرّق إلى الصراعات الحاليّة بمنظور تاريخي أوسع، واضعًا إياها في سياق التطورات التي حدثت قبل عقود، وأحيانًا حتى قبل قرون. كما لفت الإنتباه باستمرار إلى الوضع الصعب للمسيحيين في بعض بلدان المنطقة. وقد حظي صوته الفريد بتقدير كبير من القراء في هولندا، كما كان واضحًا باستمرار من الردود على مقالاته.

 

ولد مارتن يانسن في جيلين، ليمبورغ. استمر في النظر إلى الوراء بامتنان لتربيته الكاثوليكية. قال ذات مرة لصحيفة Reformatorisch Dagblad، التي كتب فيها أيضًا: "لقد فكرت في أن أصبح كاهنًا لفترة طويلة، ولكن في النهاية لاحظت ان شخصيتي الإنفعالية لا تصلح لأن أكون كاهنًا لطيفًا في قلب الكنيسة".

 

وحول الكتابة عن العالم العربي، كتب: "أنه يتعين عليك بالفعل أن تعيش في العالم العربي بنفسك لتتمكن من الكتابة بجدية عنه". وقد أبرم صداقات عديدة في الأردن، معتبرًا أنه في "قلب العالم العربي" وكان يبيت عند الأصدقاء في إربد أوقاتًا طويلة، معتمدًا على العمل التشاركي مع الشاب يوسف سامي بدر، الذي وقف معه وقفة الرجال في مرضه واعتنى به، وفاءً للصداقة وللعمل الثقافي المشترك، لدرجة أن عائلة يوسف في الأردن قد نشرت نعيًا للصديق الوفي مارتن.

 

تعرف المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام على مارتن منذ عدة سنوات، وكتب عن المركز وشارك بنشاطاته ومؤتمراته، وفتح الباب للتعاون مع "مؤسسة النظم التربوية في هولندا" وصار هنالك مؤتمر شبه سنوي بين الكاثوليكي في الأردن والتربوي في هولندا. وفي سنوات الكورونا كان يمثّل المؤسّسة التربوية لتنظيم المؤتمر، وإلقاء كلمة في جلسة الافتتاح.

 

نشكر الله على وجود مارتن صديقًا ومحبًا للأردن ومؤسساته، ونشكره على عطائه الصحفي الملتزم والأمين. ونترحم عليه ونعزي شقيقته مارجريت المقيمة في أستراليا. وكما نقول دائمًا: الله يكثر أمثاله ممن يحبون اللغة العربيّة والأردن وينقلون الصورة الحقيقية عن العيش المشترك، والنهج السياسي المعتدل، وتقديمه بطريقة بارعة للقارىء في الغرب.