موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أيها الأحباء،
في الأحد الرّابع من الزّمن الفصحيّ، والمعروف بـ«أحد الرّاعي الصّالح»، تدعونا الكنيسة الجامعة للاحتفال بــيوم الصلاة من أجل الدَّعوات. إنه يوم نرفع فيه صلاتنا معاً بثقة ورجاء إلى الرَّب، كي يُرسل «عَمَلَةً إلى حَصاده» (لو 10: 2)، ويوقِظَ في قلوب الشَّباب والشَّابات الرَّغبة في اتباعه عن قُرب، في طريق التكريس الكهنوتيّ أو الرهبانيّ.
إن دورنا الأهمّ في هذا العالم هو أن ننشُرَ ثقافة الدَّعوة. الدّعوة قرار جذريّ يقلب الحياة رأساً على عقب، ويسمح لمن يُريد إتّباع هذه الدّعوة أن يعيش حياته كما أرادها الله له. إن الدّعوة هي ثمرة صلاة الجماعة المُؤمِنة، وثمرة تربية العائلة المسيحيّة، وثمرة عمل رعويّ صالح، وثمرة مثال حقيقيّ و ثمرة إصغاء حقيقي لصوت الله الجذّاب. لذا دعونا نجتمع في هذا اليوم للصّلاة من أجل الدّعوات في بطريركيّتنا، إذ نتّحد مع الكنيسة الجامعة كلّها ونُصلّي لكي يُعطينا الله «رٌعاةً بحسب قلبه» (را. إر 3: 15).
لذلك، أشجعكم جميعًا: أساقفة، كهنة، مكرّسين، مكرّسات، ومؤمنين علمانيين، على أن تجعلوا من هذا اليوم فرصة حيّة للصّلاة، والتأمّل، والشَّهادة الحقيقة بأن الله لا زال يدعو في هذا العالم الصّاخب. أطلب منكم أن تعطوا هذا أهميّة خاصّة، وأن تُحييوا هذا اليوم في رعاياكم ونشاطاتكم، وأن تجعلوه فرصة لتشجيع أبناءنا على أن يتشجّعوا لسماع نداء الله. يمكنكم أيضًا أن تستفيدوا من المقترحات اللّيتورجية والرّعوية التي يقترحها مكتب الدّعوات لإحياء هذا اليوم.
نعم، ما زال الرّبُّ يدعو! وكنيستنا في هذه الأرض المقدّسة ما زالت خصبة بالدّعوات، لكنها تحتاج إلى من يرافقها، ويصغي إليها، ويشجّعها، ويؤمِن بها. فلنضع معًا هذه النيّات في قلب صلواتنا، ولنطلب من ربّ الحصاد أن يُرسل من أبناءنا وبناتنا عَمَلَة في حقله، ولنبنِ معاً ملكوته على الأرض.
مع محبتي وبركتي الأبوية،