أغلقت حكومة نيكاراغوا محطة إذاعيّة كاثوليكيّة جديدة مرسخة صورتها كدولة دكتاتوريّة.

هذا وأعرب راديو "ستيريو فيه"، التابع لأبرشيّة إستيلي، في بيان صادر يوم 24 آب، عن أسفه لأنّ ما يقرب من 28 عامًا من إعلان الإنجيل عبر الأثير قد انتهى اليوم. وأوضحت الإذاعة الكاثوليكيّة بأنّها تسلّمت من معهد نيكاراغوا للاتصالات السلكيّة واللاسلكيّة ومكتب البريد، في العاصمة ماناغوا، إشعارًا بإيقاف تشغيل الراديو (الإشارة) على الفور.

من جهتها، أشارت مؤسسة تنظيم الاتصالات في حكومة الرئيس دانييل أورتيغا إلى أنّ السبب يعود كون "المحطة تعمل بترخيص باسم الأب فرانشيسكو فالديفيا"، وهو كاهن متوفى، "وأنّ المدير الجديد ليس لديه إذن". لكنّ الإذاعة ردّت بأنّ هذا السبب غير مبرر، حيث كان لديهم العديد من المخرجين بعد الأب فالديفيا، من دون وجود أية مشاكل طيلة 28 عامًا من البث على الهواء.

يأتي هذا التحرّك الجديد ضد الكنيسة الكاثوليكيّة في البلاد بعد أيام من وضع أسقف أبرشيّة ماتاغالبا رولاندو ألفاريز، تحت الإقامة الجبريّة، فيما تمّ نقل مجموعة من الكهنة والإكليريكيين والعلمانيين إلى سجن إل شيبوتي، الشهير بتعذيب معارضي النظام، بعد أيام من احتجازهم داخل المطرانيّة، أوائل آب الحالي.

وتمّ إغلاق المحطة الإذاعيّة بعد يوم واحد فقط من إصدار كهنة أبرشية مدينة إستيلي، والتي تعد ثالث أكبر مدينة في البلاد، بيانًا دعوا فيه سلطات نظام أورتيغا إلى العودة إلى صوابهم و"الاهتداء"، والسماح لهم بالعمل بسلام، كما والإفراج عن المطران ألفاريز.

وأغلقت ديكتاتورية الرئيس أورتيغا خمس محطات إذاعية كاثوليكيّة في وقت سابق من هذا الشهر، هذا إلى جانب طرد السفير الفاتيكاني من البلاد في آذار الماضي، وإغلاق جمعيات رهبانيّة تقدّم خدمات إنسانيّة للمجتمّع، من أبرزها جمعية مرسلات المحبّة التي أسّستها الأم تريزا.

وتهدف الحملة الحكوميّة هذه إلى إسكات الصوت الأخير المستقلّ في البلاد؛ الكنيسة الكاثوليكيّة، من أساقفة وكهنة ومؤسسات إعلاميّة وجمعيات رهبانيّة، بعد إسكاتها أصوات المعارضين المتبقين في مختلف الميادين: السياسة والمجتمع المدنيّ ووسائل الإعلام والأوساط الأكاديميّة والاقتصاد والثقافة.