موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١١ أغسطس / آب ٢٠٢٢
حارس الأراضي المقدّسة يترأس قداس عيد التجلي على جبل طابور
جبل طابور: "فتجلى بمرأى منهم"

حراسة الأراضي المقدّسة :

 

في السادس من شهر آب  كل عام، يحتفل حارس الأرض المقدسة بالذبيحة الإلهية على جبل طابور بمناسبة عيد تجلي الرب، بمشاركة عدد كبير من المصلين والحجاج المحليين. ووفقًا للتقاليد المحليّة، يقام القداس الاحتفالي في المكان الذي جرى فيه وفقًا للأناجيل، حدث تجلي يسوع: "على جبل عال... تجلى بمرأى منهم، فأشع وجهه كالشمس، وتلألأت ثيابه كالنور" (متى 17 ، 2). يعود تحديد هذا الجبل كونه المكان الذي حدث فيه تجلي يسوع، إلى القرن الرابع، وذلك على يد القديس كيرلس الأورشليمي، الذي كان أول من ربط في تعليمه المسيحي، بين هذا الموقع والحدث الذي روته الأناجيل.

 

يقع جبل طابور في الجليل، وهو يرتفع حوالي 500 متر، مهيمنًا على السهل الشاسع المحيط به. في العهد القديم، اعتبر هذا الجبل مقدسًا من قبل أسباط إسرائيل المقيمة في شمال الأرض المقدسة، أي: زبولون ونفتالي ويساكر. تم بناء ثلاث كنائس على قمة الجبل في العصر البيزنطي، رمزًا للخيام الثلاثة التي أراد بطرس نصبها بعد مشاهدته لتجلي يسوع وظهور موسى وإيليا إلى جانيه (متى 17 ، 3-4).
 

واليوم، تقف كنيسة التجلي، التي صممها المهندس المعماري الإيطالي أنطونيو بارلوتسي، على أنقاض هذه الكنائس الثلاثة. تمّ بناء هذه الكنيسة في النصف الأول من خمسينيات القرن الماضي، وهي تتميز بواجهة مهيبة مكونة من برجين جانبيين مرتبطين بقوس روماني مركزي يمثل المدخل. من ناحية أخرى، تم تصميم الكنيسة من الداخل كي تتيح لأكبر قدر ممكن من النور الدخول إليها: فالنور يذكرنا بحدث التجلي الذي يرويه الإنجيل. تبرز للمسيح صورة مهيبة ومذهلة في الخلفية الفسيفسائية المذهبة لقبة الحنية العلوية.

 

وبحسب التقليد، ترأس حارس الأرض المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، الذبيحة الإلهية، بينما ألقى العظة كاهن رعية الناصرة الأب مروان دعدس الفرنسيسكاني. ونظرًا إلى أهميّة هذا الاحتفال، فقد حضر الذبيحة الإلهية أيضًا السفير البابوي في إسرائيل وقبرص والقاصد الرسولي في القدس وفلسطين المطران تيتو يلانا، حيث قام الأب الحارس بتحيته عند نهاية القداس. كما وحضر الاحتفال أيضًا، عدد كبير جدًا من المؤمنين المحليين، والحجاج القادمين من كافة أنحاء العالم.

اختتم القداس الإلهي، بطلب من الله أن "يَجعَلْنا على صورةِ المسيح الذي أَرَادْ أَن يُظهِرَ بالتَّجَلِّي المجيدِ ضياءَهُ". واستمرت الليتورجيا بالتطواف التقليدي نحو مصلى "النازلين"، الذي يقع على بعد بضع مئات من الأمتار من البازيليكا. يهدف هذا التطواف إلى التذكير بالمشهد التي رواه الإنجيل، حين أمر يسوع التلاميذ الحاضرين، بطرس ويعقوب ويوحنا، لدى نزولهم من الجبل، بعدم التحدث إلى أي شخص عما رأوه للتو حتى يقوم ابن الإنسان من بين الأموات. تمت أخيرًا مباركة بعض الأغصان الصغيرة من شجر البلوط الذي ينمو في مزار جبل طابور، وتوزيعه على المؤمنين.