موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٩ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٢
حارس الأراضي المقدسة: البابا شجعنا على التوفيق بين مبدأ الأخوّة وإعلان الكلمة
مقابلة مع الأب فرانشيسكو باتون في أعقاب اللقاء مع البابا فرنسيس

فاتيكان نيوز :

 

في أعقاب اللقاء الذي جمع البابا فرنسيس بوفد من حراسة الأرض المقدسة في الذكرى المئوية لتأسيس مجلة Terrasanta، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع حارس الأرض المقدسة الأب فرنشيسكو باتون الذي سلط الضوء على أبرز النشاطات التي تقوم بها حراسة الأرض المقدسة، لافتًا إلى أن كلمات البابا شكلت مصدر تشجيع للجميع.

 

وقال الأب باتون إنّ الحبر الأعظم شجع في كلمته خلال اللقاء على التوفيق بين مبدأ الأخوة من جهة والتواصل وإعلان الكلمة اللذين يشكلان جزءًا من رسالة الكنيسة، من جهة ثانية. ولفت حارس الأرض المقدسة إلى أن السياق الذي تعيشه الكنيسة في المنطقة ليس سهلاً على الإطلاق، نظرًا للانقسامات والصراعات التاريخية، وتلك التي ظهرت حديثًا.

 

وأضاف أن الأشخاص العاملين في مجال التواصل في الأرض المقدسة عليهم أن يتعبوا ويجتهدوا كي يدركوا فعلا المشاكل الراهنة، وكي يطلعوا أيضًا على بذور الخير التي تُرزع في المناطق التي تعاني من الصراعات المسلحة شأن سورية، فضلا عن البلدان التي تواجه مشاكل اقتصادية وسياسية كلبنان، وتلك التي ترزح تحت وطأة الجائحة، لاسيما مدينة القدس.

 

وتحدّث عن مبادرات الأخوة، أكان على الصعيد المسكوني أم في مجال الحوار بين الأديان. وتطرق –على سبيل المثال– إلى المسيرة المسكونية التي تجتازها الكنائس في القدس ولبنان وسورية، والمطبوعة بالقرب والأخوة والتعاون. ولا تقل أهمية مبادرات التقارب بين مختلف الديانات. وقال بهذا الصدد إنه توجد في إسرائيل خبرات من الحوار مع الجماعات اليهودية، حيث يتم العمل على بناء جسور وعلاقات من الأخوّة. وثمّة مبادرات في البيئات المدرسية يشارك فيها أساتذة وطلاب يهود ومسيحيون ومسلمون.

 

وفيما يتعلق بسورية، أشار إلى إطلاق مبادرة ترمي إلى ضمان مستقبل الأطفال في حلب، الذين فقدوا آباءهم، ولم يتمكنوا من تسجيل أسمائهم في دوائر النفوس. وقال إنه بفضل التعاون بين المفتي والأسقف والرعية الفرنسيسكانية في حلب، بات لهؤلاء الأطفال اسمٌ ومستقبل. وقد أُطلق مشروع آخر، يرمي إلى مساعدة الأطفال والشبان على تخطي الصدمة النفسية، وليدة عشر سنوات من صراع مسلح زرع الدمار والحقد والخراب. ولفت إلى أن هذه المبادرات وغيرها تشكل علامة للأخوة الممكنة باسم خير الكائن البشري، لاسيما الصغار.

 

وأوضح الأب فرنشيسكو باتون أن الأرض المقدسة هي المكان حيث تكون الجماعات المسيحية قريبة من الوحدة، مشيرًا إلى أن الحديث بين تلك الجماعات لا يتناول كثيرًا القضايا المسكونية بقدر ما يتناول الوحدة. وقال إن هذه هي الخبرة التي عاشها على مدى السنوات الست الماضية، وشاهد هذا التقارب ينمو بصورة مستمرة.

 

ولم تخل كلمات حارس الأرض المقدسة من الحديث عن أهمية استنئاف زيارات الحج لافتًا إلى أنه أطلق نداء إلى الحجاج بالتعاون مع بطاركة القدس ثيوفيلوس الثالث للروم الأرثوذكس وبييرباتيستا بيتسابالا للاتين ونورهان مانوغيان للأرمن الأرثوذكس، ومسؤولين آخرين عن الجماعات المسيحية المحليّة. وأضاف أن أعداد الحجاج ضئيلة جدًا اليوم، لأن الناس خائفون من الجائحة، بالإضافة إلى الصعوبات الأخرى التي تترتب على السفر.

 

وعبّر الأب باتون، في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني، عن أمله بأن تُستأنف زيارات الحج إلى الأرض المقدسة في القريب العاجل، مشددًا على أهمية أن يعيش المؤمنون هذا الحج كما ينبغي أن يُعاش، أي أن يُدركوا أهميته بالنسبة لنضوج الإيمان، من خلال زيارة المواقع حيث تم الوحي بكلمة الله، وحيث صار الكلمة جسدا، وحل بيننا وبذل نفسه من أجلنا ليخلصنا.