موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥
البابا: الرجاء هو الشهادة بأن الأرض يمكنها حقًا أن تشبه السماء

أبونا :

 

أجرى البابا لاون الرابع عشر، السبت 8 تشرين الثاني 2025، مقابلته العامة اليوبيلية مع المؤمنين والحجاج في ساحة القديس بطرس. واستهلها مشيرًا إلى أنّ رجاء اليوبيل ينبع من مفاجآت الله، الذي يختلف عما نعتاد نحن أن نكون، وأنّ سنة اليوبيل نفسها تدفعنا إلى الاعتراف بهذا الاختلاف وترجمته في حياتنا اليومية. ولهذا فهي سنة نعمة: يمكننا أن نتغيّر!"، "الرجاء هو الشهادة".

 

وفي هذا الصدد، ذكّر قداسته بدعوة القديس بولس لمسيحيي كورنثوس إلى "التقكير في دعوتهم" وأن "يروا كيف جمع الله بينهم أشخاصًا ما كانوا سيلتقون أبدًا لولا نعمته"، فالذين "هم أكثر تواضعًا وأقل قوّة، قد دصاروا اليوم مهمّين وثمينين (راجع 1 كور 1، 26-27)".

 

وأشار إلى أنّ معايير الله كانت في كورنثوس بمثابة "زلزال" لا يدمّر، بل يوقظ العالم. فكلمة الصليب، التي يشهد لها بولس، توقظ الضمير وتنهض كرامة كل إنسان. وقال: "أيها الإخوة والأخوات، الرجاء هو الشهادة: شهادة بأن كل شيء قد تغيّر، وأن لا شيء يظل كما كان من قبل".

 

مثال إيزيدور باكانجا

 

ومن بين شهود الرجاء، تحدّث البابا عن الطوباوي إيزيدور باكانجا، شفيع العلمانيين في الكونغو: شاب ولد عام 1885 عندما كانت جمهورية الكونغو الديمقراطية مستعمرة بلجيكية، لم تتيح له فرصة الدراسة لعدم وجود مدارس في مدينته. فبدأ يتعلّم العمل في البناء. وقد التقى مُرسلين كاثوليك، رهبان الترابيست، واستمع إلى تعاليمهم، فأصبح مسيحيًا.

 

وأشار الحبر الأعظم إلى أنّ الرهبان "حدّثوه عن يسوع، وقَبِل أن يتلقى التعليم المسيحي، وأن ينال المعمودية وهو في حوالي العشرين من عمره. ومنذ ذلك الوقت، صارت شهادته أكثر إشعاعًا. فالرجاء هو شهادة: كلّما شهدنا للحياة الجديدة، ازدادت الأنوار حتى وسط الصعوبات".

شهادة الكنائس الفتيّة

 

ولفت قداسته إلى أنّ إيزيدور وجد نفسه يعمل كعامل زراعي لدى أحد الأسياد الأوروبيين عديمي الضمير، والذي لم يكن يحتمل إيمانه وصدقه. فقد كان هذا السيّد يبغض المسيحية والمرسلين الذين كانوا يدافعون عن السكان الأصليين ضدّ ظلم المستعمرين.

 

إلا أنّ إيزيدور حمل حتى النهاية صورة مريم العذراء معلقة على صدره، وتحمّل كل أشكال سوء المعاملة والتعذيب دون أن يفقد الرجاء. وقال: "الرجاء هو شهادة! قبل أن يموت، أخبر رهبان الترابيست بأنه لا يحمل أي ضغينة، بل وعدهم بأنه سيصلّي في السماء من أجل الذين تسبّبوا بعذابه".

 

وأضاف: "هذه هي كلمة الصليب. كلمة مُعاشة تكسر سلسلة الشر. إنّها قوّة جديدة تُربك المتكبّرين وتُسقِط الأقوياء عن عروشهم. هكذا يولد الرجاء. وغالبًا ما تتلقى الكنائس القديمة في شمال العالم هذه الشهادة من الكنائس الفتيّة، فتدفعنا إلى السير معًا نحو ملكوت الله، ملكوت العدل والسلام. وتطلب إفريقيا بشكل خاص هذا التجدّد، وتفعل ذلك بأن تقدّم لنا العديد من الشبان شهود الإيمان. الرجاء هو الشهادة بأن الأرض يمكنها حقًا أن تشبه السماء. وهذه هو رسالة اليوبيل".