موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
بعد مرور ما يزيد على عام من الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، أصبح الشعب السوداني "عالقا في جحيم" من أعمال العنف، حسب ما أعلنته الأمم المتحدة الأربعاء.
بالتزامن مع ذلك، دعت منظمات إنسانية غير حكومية الطرفين المتحاربين إلى "إنهاء العقاب الجماعي" وإعادة الانترنت والاتصالات في البلاد. وأدت الحرب إلى تفاقم الوضع الإنساني المتأزم أصلا في السودان، وتسبب في تشريد الملايين وتدمير البنى التحتية الهشة.
ونبهت الأمم المتحدة إلى أن الوضع الناجم عن الأعمال القتالية، يضاف إليه خطر مجاعة متفاقم بسبب موسم الأمطار وعقبات تحول دون وصول المساعدات.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمانتين نكويتا سلامي خلال مؤتمر صحافي "بعد استمرار الحرب لأكثر من عام، أصبح شعب السودان محاصرا في جحيم من العنف الوحشي، المجاعة تقترب، والمرض يقترب، والقتال يقترب، ولا يوجد أي مخرج في الأفق".
ولفتت إلى أن "أمامنا ستة أسابيع فقط قبل موسم الجفاف عندما يصبح الغذاء أقل توفرا وأكثر تكلفة"، مشيرة إلى أن أكثر من 4 ملايين شخص على حافة المجاعة.
وشددت المسؤولة الأممية على أن "هذا يتزامن مع موعدين آخرين، هما بداية موسم الأمطار حين يصبح الوصول إلى السكان المحتاجين أكثر صعوبة، ونهاية موسم الزراعة الذي قد يفشل في حال لم نتمكن من توفير بذور للمزارعين".
وأضافت "باختصار، شعب السودان يتجه نحو عاصفة كاملة تزداد فتكا كل يوم". ونددت في هذا السياق بـ"العقبات غير المقبولة التي تواجهها المنظمات الإنسانية".
"عقاب جماعي"
ودعت منظمات إنسانية غير حكومية الأربعاء الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى "إنهاء العقاب الجماعي" وإعادة الانترنت والاتصالات في البلاد.
وجاء في بيان وقعته 94 منظمة أن "الهجمات العشوائية وتعطيل الأطراف المتحاربة شبكات الاتصالات أثر بشكل خطير على قدرة المدنيين على التعامل مع آثار الحرب، وكذلك على قدرة العاملين في المجال الإنساني على تقديم خدمات أساسية".
وأكد البيان أن "الجانبين استهدفا بانتظام البنى التحتية للاتصالات أو فرضا قيودا بيروقراطية"، ما أدى إلى حرمان ملايين السودانيين من الوصول إلى شبكات الدعم اللازمة للعيش في خضم ما وصفته الأمم المتحدة "بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث".
ويحتاج غالبية سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية، تنظمها بشكل رئيسي مجموعات من المتطوعين تعتمد على اتصالات بواسطة الأقمار الاصطناعية وهي مكلفة ونادرة، ومنها من خلال نظام "ستارلينك" للاتصال بالانترنت عبر الفضاء.
ويعد الاتصال بالإنترنت عبر "ستارلينك" الطريقة الوحيدة التي تتيح للسكان تلقي تحويلات من أقاربهم في الخارج، إذ حرم معظم السودانيين من رواتبهم منذ بداية الحرب.
وما زالت مناطق واسعة من إقليم دارفور في غرب البلاد، الذي شهد بعضا من أسوأ أعمال العنف خلال الحرب ويضم نحو ربع سكان السودان، محرومة من خدمات الاتصالات منذ أكثر من عام.
وقالت المنظمات إن انقطاع الاتصالات في كل أنحاء البلاد في شباط "ترك نحو 30 مليون سوداني" من دون اتصالات "لأكثر من شهر". ودعت طرفي النزاع إلى "ضمان توفير خدمات الاتصالات من دون انقطاع (..) وتسهيل إعادة تأهيل الأنظمة المتضررة".
وفي أجزاء كثيرة من السودان، لم تتمكن السلطات المحلية ومهندسون من إصلاح البنى التحتية المتضررة بسبب نقص الموارد أو استمرار القتال.