موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
الأخ عبدالله جلدة، أول راهب من غزة في رهبانية الكلمة المتجسّد

أبونا :

 

احتفلت كنيسة العائلة المقدسة للاتين في غزة، الأحد 10 تشرين الأول 2021، برتبة إبراز النذور الأولى وارتداء الثوب الرهباني للأخ عبدالله نصر جلدة (23 عامًا) ليكون بذلك أول راهب من القطاع في رهبانيّة الكلمة المتجسد، والتي ينتمي إليها كاهن الرعيّة الأب جبرائيل رومانيلي.

 

وأوضح الأب رومانيلي لوكالة "سير" الكنسيّة للأنباء، بأنّ "عبدالله من مواليد غزة. وقد نال سر المعموديّة في كنيسة الروم الأرثوذكس المحليّة. هو طالب جامعي في الاقتصاد والتجارة، وكان يشارك دائمًا في نشاطات رعية العائلة المقدسة، كمسؤول في مجموعة خدام الهيكل المكوّنة من 23 طفل".

 

تابع: "قرّر عبدالله أن ينضم لرهبانيّة الكلمة المتجسد، ورغبته بأن يصبح كاهنًا مرسلاً في هذه الرهبانيّة. وقد نضجت فكرة دعوته في السنوات الأخيرة والتي كانت لها خاتمة عندما حصل على إذن للقيام بسنوات الابتداء هنا في غزة، جراء صعوبات إجراءات الدخول والخروج من القطاع، بالإضافة إلى وباء كوفيد-19 والذي أغلقت على إثره الحدود لمدة عام ونصف العام".
 

وقدّم الأب رومانيلي "الشكر لله والسيدة العذراء على نعمة هذه الدعوة الجديدة". ويضيف: "إننا نصلي كلّ يوم من أجل الدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة داخل أبرشيّة البطريركيّة اللاتينيّة، وفي العالم. بالإضافة إلى ذلك، تقوم رهبانيّة الكلمة المتجسد بإقامة ساعة سجود أمام القربان الأقدس، مساء كل يوم جمعة، من أجل المزيد من الدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة في حقل الرب".

 

وأشار إلى أنّ "كنيسة العائلة المقدسة في غزة تضم أقل من 120 مؤمنًا، بالتالي فإنّ هذه الدعوة هي نعمة عظيمة من لدن العناية الإلهيّة، وهي عطيّة وثمرة للصلوات الكثيرة التي ترفع طلبًل لمزيد من الدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة، كما أنها علامة على وجود مجتمع حيوي ونشط على الرغم من الصعوبات العديدة التي نواجهها بسبب التوترات المستمرة والأزمة الاجتماعيّة والاقتصاديّة والوباء".

من جهته، يقول عبدالله لوكالة "سير": "اكتشفت دعوتي وأنا في السابعة عشرة من عمري، خلال مخيم صيفي، عندما سألت كاهن الرعيّة في ذلك الوقت، الأب ماريو دا سيلفا، عن معنى تكريس الذات لله تعالى. لقد كان مثال الرهبان والراهبات هنا في غزة مهمًا للغاية بالنسبة لي، وهذا دفعني إلى الاقتراب أكثر إلى الإيمان والكنيسة. بدأت بحضور القداس كل يوم. لم يكن الأمر بالسهل. لم يوافق والديّ كثيرًا على هذا القرار. ولكني كنت صبورًا ومتأكد بأنهما سيفهمان القرار. في غضون ذلك، كنت قد التحقت بالجامعة. وفي العام 2018، أدركت بأنّ التكريس هو طريقي، وفهمه والدي أيضًا".

 

وتمثّل رتبة إبراز النذور ولبس الثوب أول التزام رئيسي للأخ عبدالله جلدة في الرهبانيّة.

وأوضح الأب رومانيلي بأنّ النذور الأولى في رهبانيّة الكلمة المتجسد تعني إبراز أربعة نذور: الفقر والعفة والطاعة ونذر الحب لمريم العذراء. وفي هذه المرحلة، سيكون أمام عبدالله وقت انتظار للحصول على تأشيرة كونه يرغب بأن يصبح كاهنًا، وبالتالي عليه دخول إكليريكيّة الرهبنة في إيطاليا حيث سيواصل دراسته. وبمجرد أن يصبح كاهنًا مرسلا، فلن يعود بالضرورة إلى غزة أو إلى الأرض المقدسة.

 

وفي هذه الأثناء، يواصل عبدلله الدراسة والصلاة. ويقول: "أصلي قبل كل شيء من أجل تلك العائلات التي لا تستطيع أن تنجب أطفالا، ومن أجل الحياة التي لم تولد بعد (الأجنّة)، ومن أجل الدفاع عن قيمة الحياة المقدسة، ومن أجل قداسة البابا فرنسيس، ومن أجل الدعوات". ويرفع الشاب صلاة خاصة من أجل "الكثير من الأشخاص ممن ليس لديهم منازل، وليس لديهم مكان للعيش فيه. أصلي لكي يحفظهم الرب!".