موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٤ يونيو / حزيران ٢٠٢٢
أساقفة الولايات المتحدة يرحبون بقرار المحكمة العليا بإلغاء قضية "رو ضد ويد"

أبونا :

 

"هذا يوم تاريخي في حياة بلدنا". هذا ما جاء في البيان الصادر عن مجلس الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة، عقب قرار المحكمة العليا الأمريكية بإلغاء الأحكام المثيرة للجدل حول الإجهاض، والتي سمحت فعليًا بقتل الأجنّة عند الطلب لحوالي خمسة عقود.

 

وأصدرت المحكمة قرارها في القضية المعروفة باسم "رو ضد واد"، حيث قضت بأن دستور الولايات المتحدة لا يحمي ما يسمى بـ"الحق" في الإجهاض. وألغى حكم اليوم الجمعة، الذي أقره ستة قضاة لصالحه وعارضه ثلاثة، القرارات في قضيتي الإجهاض البارزة، رو ضد وايد ومنظمة الأبوة المخططة في جنوب شرق بنسلفانيا ضد كيسي، والتي ضمنت "الإجهاض عند الطلب" في جميع أنحاء البلاد.

 

 

نقض قانون جائر

 

وقال بيان أساقفة الولايات المتحدة: "منذ ما يقرب من خمسين عامًا، فرضت أمريكا قانونًا جائرًا سمح للبعض بتقرير ما إذا كان يمكن للآخرين أن يعيشوا أو يموتوا. وقد أدت هذه السياسة إلى وفاة عشرات الملايين من الأطفال قبل الولادة، وهي أجيال حُرمت من الحق في الولادة".

 

وأشار البيان الموقّع من رئيس المجلس رئيس الأساقفة خوسيه غوميز ورئيس اللجنة المؤيدة للحياة رئيس الأساقفة وليم لوري، إلى أنّ قضيّة رو ضد ويد، و"التي شرعت وطبعت قتل الحياة البشريّة البريئة"، تمثل إنكارًا "خطيرًا" للحقيقة بأن جميع الرجال والنساء قد خلقوا متساوين، مع الحقوق التي منحها الله لهم في الحياة والحرية والسعي وراء السعادة".

 

 

تعزيز وحماية الفئات الأكثر ضعفًا

 

ومع ذلك، فإن قرار المحكمة العليا الأمريكية الأخير لا يجعل الإجهاض غير قانوني، لكنه يعيد فقط سلطة تنظيم هذه الممارسة إلى الشعب الأمريكي وممثليه المنتخبين.

 

وبعد شكر الله على قرار يوم الجمعة، ناشد الأساقفة المسؤولين المنتخبين "إلى سنّ قوانين وسياسات تعزّز وتحمي الفئات الأكثر ضعفًا بيننا". وأعرب الأساقفة أيضًا عن حزنهم لفقدان "الصغار الذين قُتلت أرواحهم منذ عام 1973". وبينما أعربوا عن قربهم من "كل امرأة ورجل عانى معاناة شديدة من الإجهاض"، فقد أكد الأساقفة صلواتهم من أجل شفائهم، إلى جانب تعاطفهم ودعمهم. وجاء في البيان: "ككنيسة، علينا أن نخدم أولئك الذين يواجهون حالات حمل صعبة وأن نحيطهم بالحب".

 

وأثنى الأساقفة عمل "ملايين" الأمريكيين الذين "عملوا معًا بسلام لتثقيف وإقناع جيرانهم بظلم الإجهاض، وتقديم الرعاية والمشورة للنساء، والعمل من أجل وضع بدائل للإجهاض، بما في ذلك التبني، والرعاية بالتبني والسياسات العامة التي تدعم العائلات حقًا". وقالوا إننا "نشاركهم فرحتهم اليوم ونحن ممتنون لهم".

 

 

أمريكا ما بعد رو

 

وتابع الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة بأنّ عملهم من أجل قضية الحياة "يعكس كل ما هو جيد في ديمقراطيتنا، وتستحق الحركة المؤيدة للحياة أن تكون من بين الحركات الكبرى للتغيير الاجتماعي والحقوق المدنيّة في تاريخ أمتنا".

 

ومع ذلك، أصر الأساقفة على ضرورة استمرار العمل: "حان الوقت الآن لبدء العمل على بناء أمريكا ما بعد رو. إنه وقت مداواة الجروح وترميم الانقسامات الاجتماعيّة. إنه وقت التفكير المنطقي والحوار المدنيّ، وللتقارب لبناء مجتمع واقتصاد يدعم الزواج والعائلات، وحيث تحصل كل امرأة على الدعم والموارد التي تحتاجها لإحضار طفلها إلى هذا العالم بمحبّة".

 

واختتم بيان رئيس المجلس المطران غوميز ورئيس اللجنة المؤيدة للحياة المطران وليم لوري، بتعهد الأساقفة "لمواصلة خدمتنا لخطة الله العظيمة لمحبة الإنسان، والعمل مع إخواننا المواطنين للوفاء بوعد أمريكا، بضمان الحق في الحياة والحرية والسعي لتحقيق السعادة لجميع الناس".