موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في زمن المجيء، نعيش كل يوم حالة انتظار… انتظار للسلام، للحب، وللحياة التي نأمل أن تحملها الأيام القادمة. وفي وسط هذا الانتظار، يظهر عيد الحبل بلا دنس للعذراء مريم كـ نورٍ ينير الطريق، يذكرنا بأن الله يعمل دائمًا، حتى حين لا نراه، وأن الرجاء موجود في كل قلب مستعد لاستقباله.
مريم، البتول الطاهرة، لم تكن مجرد امرأة عادية، بل بيت للحياة، حاملة النور للبشرية. اختارها الله ليكون جسدها المسكن الذي يحمل بين أحشائه المخلص العالم. من خلالها نتعلم أن النقاء والإيمان ليسا كلمات فقط، بل أسلوب حياة، ثقة وإيمان بأن كل شيء ممكن مع الله.
العيد في زمن المجيء له معنى خاص: إنه ليس تذكارًا لماضٍ بعيد، بل دعوة لكل واحد منا ليفتح قلبه، ليتأمل، ولينتظر الله في حياته اليومية. مريم تعلمنا أن الانتظار ليس خمولًا، بل نشاط داخلي، استعداد مستمر، ورجاء حي يملأ القلب. في كل موقف صعب، في كل لحظة شك، يمكننا أن نجد ضوءًا يهدينا، مثل ضوء مريم الذي حمل المسيح إلى العالم.
وسط كل صخب الحياة، وسط الأخبار المزعجة، والقلوب المتعبة، يذكّرنا هذا العيد: الله موجود، محب، ويخطط لكل واحد منا بخطى حكيمة. ونحن مدعوون لنكون مثل مريم: مستعدين، صادقين، محبين، حاملين النور للآخرين، حتى في أحلك اللحظات.
فلنرفع أعيننا نحو السماء، ولنستقبل الرجاء الذي جاء به المسيح عبر العذراء المباركة. لنسمح لهذا النور أن يملأ حياتنا، يغيّر طريقة تفكيرنا، ويجعلنا نشعر بأننا جزء من خطة أكبر، مليئة بالمحبة والخلاص.
في زمن المجيء، وسط كل الانتظار، دع عيد الحبل بلا دنس يكون لك نورًا شخصيًا، رسالة حب، وأمل حقيقي يرافقك في حياتك اليومية.