موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٩ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٥

لنجعل العالم افضل بالصلاة والمحبة وليكن لبنان افضل الأوطان

الأب البروفسور يوسف مونس

الأب البروفسور يوسف مونس

الأب يوسف مونس :

 

لنجعل العالم افضل بحب الاخر المختلف بالصلاة دون ملل، بالمحبة لان الله محبة، هو بالخدمة لانه قال جئت لأخدم بالمساعدة بالعون بالنجدة بالعطاء بالكرم بالسخاء بالتضحية بالبذل بالغفران بالمسامحة والمصالحة والمحبة وقبول الغير، وحق الاختلاف والتنوع بالوداعة بالمصالحة بالتأمل بالصمت بالصبر بالرجاء بالفرج، بالذهاب الى الاخر وقبول الاخر المختلف لإعطاء كأس ماء بارد للعطاش وخبزا للجياع وزيارة للمرضى والمسجونين، وايواء للغرباء والمشردين والمتروكين والمساكين، لإطعام الفقراء واليتامى والارامل والموحدين بالخروج من الحقد والكراهية والحسد والبغض والكراهية والنرجسية والادعاء والكبرياء والغطرسة وقساوة القلب والبارانويا والسكيزوفرينيا والباثولوجيا والنرسيسية والقابنية والهلوسة والتبشيرية، والكذب والنفاق والزندقة الفريسية وعدم المسؤولية، والاهتمام بالمهمشين والمتروكين والتعساء والبؤساء والعائشين عراة جياع عطاشى في البرد والحرب والصقيع والقيظ، وهم بظمأ عميق برحمة الله وعنايته ورأفته وشفقته وحنانه.

 

لبنان هو وطن الحرية والتعدد والتنوع وحق الافتراق والاختلاف والغيرية في جغرافيته وتركيبته الانسانية والدينية والاجتماعية والسياسية انه وطن ان تكون فيه "غير شكل".

 

لذلك كان هو افضل وطن للحريات الدينية والاقليات العرقية والعقائدية والفكرية والفلسفية والانتروبولوجية والثيولوجية، لانه وطن الحرية حفظه الله من كل تعصب وعدائية وكراهية ورفض للاخر والاستعلاء عليه واغتصاب حقوقه والمس بكرامته الشخصية والانسانية والمجتمعية، وسيبقى ايقونة محبة وتعايش وحب وجمال وحرية، انه افضل الاوطان تسمع فيه اجراس الكنائس والمعابد وآذان المآذن واناشيد وشعر وفن وانغام الابداع والريادة.

 

ليس من فرادة وميزة لوطن اكثر مما هي للبنان، البلد الوحيد الذي يذكره الكتاب المقدس بالاسم 71 مرة، ولأنه مكسوّ بالثلوج على جباله لُقب بالجبل الابيض، واسم يأتي من الاتحادية: "لبّ" ومن السومرية الاله "نان" وباللغة السريانية كلمة "لب" تعني القلب، ولبنان زاره يسوع والسيّدة مريم العذراء، فهو ارض مقدّسة ومرّ على ارضه الرسل، وعاش القديسون والنساك مثل شربل، حتى ان سفر نشيد الاناشيد يقول: طلعته كلبنان فيك الارز 15/5 والارز ارز الرب، ويضيف النبي اشعيا ينبع اليه مجد لبنان 2/35 ومجد لبنان اليك باني البطاركة حولها مجد لبنان اعطي لهم، وهناك فيديو للاعلامي حبيب يونس يقول فيه: لبنان قلب الله وهو مذكور في ملحمة غلغامش عرش الاله والالهة والفرعون شمس الثالث.

 

في سنة 1457 قبل الميلاد اخذ الارز من الارض قرب سيدة ايليج المقدسة، والمزمور 10/80 جبال لبنان مضاءة بظل الله الّذي غطى الجبال واغصان ارز الله، حتى ان الكتاب المقدس يشبّه الصدّيق كأرز لبنان هذا الوطن مُنعم عليه بجغرافيته، البحر، الجبل والسهل في فصوله الاربعة تتابع بدقة وتتمايز حتى في خط العرض 21 في بيروت وليس في سواها من المدن، انه من نعم الله علينا انه جعله من افضل الاوطان فلنحافظ عليه كحدقة العين ونحن مسؤولين عنه امام الله والناس.

 

اما النص الاقوى هو في سفر الاشتراع بخصوص لبنان 25/3 وصل لبنان من الجنوب واطل على جبل لبنان الاخضر فاندهش موسى وقال للرب "هذا الجبل لمن يكون"؟ وهنا يقول الكتاب المقدس، "غضب الله على موسى وقال له اغمض عينيك لا انت ولا جميع مَن يأتي مِن بعدك الى هذه الارض" فلبنان يحفظه الله لا تخاف.

 

(النشرة)