موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٣ يونيو / حزيران ٢٠٢٣

للمحبة لغاتها وللفرح لهجاته

بشار جرار

بشار جرار

بشار جرار :

 

استلهم عنوان هذه المقالة من كتاب صدر في أمريكا قبل نحو ثلاثة عقود اسمه: لغات المحبة (الحب) الخمس، لـ «غاري تشابمان»، وهو باحث ومؤلف متخصص بالركن الأساسي لأي أسرة ومجتمع. يلخّص الكتاب خمس لغات هي جوهر المحبة ومظهرها، تتصدرها الخدمة، العطاء، وكلمات التوكيد والتعزيز «أفيرميشين»، تعزيز المحبة والاحترام، والاستعداد للتضحية في سبيل من وما نحب.

 

نجاح فكرة الكتاب «المليونيّ» حولها إلى مشروع كتب متخصصة تدور في فلك المحبة. أثمر الكتاب مكتبة صغيرة تقع في عشرة كتب يتناول كل منها دائرة من دوائر العلاقات الاجتماعية القائمة في الأصل على المحبة والخدمة والعطاء. كتب الأسرة تخصصت في رسائل للأم وأخرى للأب وتحت جناحيهما كتاب متخصص في كيف نعبر عن محبتنا لأطفالنا بلغتهم هم لا لغتنا نحن، بالضرورة. أعظم هدايا الوالدين لأطفالهم مثلا، الوقت. الوقت يعني العمر، أي الحياة. فما أغلى من أن أقدم حياتي، عمري، وقتي كأب لأبنائي. الوقت نمضيه كما وكيفا ونوعا حيث تصنع الذكريات سويا. لا هدايا قابلة للاستهلاك أو التلف. الذكريات قد تبدأ ورودا عطرية ملونة زاهية وأزهارا بلا أشواك، لكنها مع الأيام تترسخ في الذاكرة والوجدان، كما رحيقها عسلا، وكما عصير الكرم، يختمر ويعتّق لأحفاد الأحفاد.

 

«يخلف» على القائمين على هذا الفرح الغامر الذي تتحدث عنه الفضائيات العربية. هوّنوا علينا كثيرا من الأفراح التي باعدت بيننا وبينها حدود الجوار أو المهجر. فضائيات ومنصات تواصل اجتماعي أبدع فيها الناس قبل الإعلاميين والناشطين والمؤثرين، أبدع الناس العاديون كما يقال، أبدعوا في نثر هذه المحبة لعروسينا، هذه الفرحة بالحسين أميرنا ولي عهد مليكنا المفدى، وللحسين ورجوة، «بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير».

 

مما تناقله التايم لاين الأردني وفيه الكثير الكثير مما ساهم في نثر فيديوهات وكلمات تفرح القلب، أغنية أردنية صحبتها تدريبات خاصة لقواتنا المسلحة جيشنا العربي برا وبحرا وجوا، تحتفي بلغتها الخاصة بالحسين النقيب، بالحسين الأمير، بالحسين ولي العهد، قرة عين قائدنا الأعلى.

 

وكان في فيديو آخر بفارق بضع ساعات، فرحة غرب النهر المقدس، فرحة بلغة أخرى ولهجة أخرى. الرسالة واحدة: نفرح بالحسين. «الهاشتاغ» الذي زيّن سجل المباركين بالعريس الزين، من ضيوفنا الأكارم القادمين للمشاركة في أفراح الأسرة الأردنية الكبيرة الواحدة كما كان دائما يؤكد تسميتها الحسين الجد، سيدنا الراحل العظيم أبو عبدالله، وكذلك «المعزبين». وكلنا أصحاب فرح، أدام الله أفراحنا وعزنا في عرين الهواشم والأردنيين، وأشقائنا «قرايبنا» السعوديين.

 

(الدستور الأردنية)