موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٠ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥

لا تخف.. يكفي أن تؤمن!

بقلم :
تيمور العوابده - الأردن
لا تخف.. يكفي أن تؤمن!

لا تخف.. يكفي أن تؤمن!

 

كم نحن اليوم بحاجة إلى هذا الإيمان، في عالمٍ أخذ يعتدي على الحياة بكل أوجهها.

 

"لا تخف"... يقولها لنا السيد المسيح في كل لحظة من حياتنا، في كل موقف نقف أمامه خائفين أو متعبين، لأنّه معنا، يعرف حجم المخاطر والتحديات التي تعصف بنا في هذا العالم المظلم.

 

عالمٌ اختطف شمس الصباح التي كانت تبشّر بابتسامة مفعمة بالأمل...

 

وعالمٌ خطف ضوء القمر الذي كان يتسلّل فوق سطوح المباني في ليلة هادئة ليهدي الكون إلى نومٍ مطمئن.

 

"لا تخف"... كلمة هي الأكثر احتياجًا اليوم في في عالم تمزّق، عالم ينزف كل يوم، يتعكّز على جثث من رقدوا هنا وهناك، في أماكن ساد فيها القوي على الضعيف وتسلّط، في أماكن غابت فيها صوت الإنسانية وتجرّدت من كلّ شيء.

 

لكن... يكفي أن نؤمن كي لا يعرف الخوف طريقه إلى قلوبنا.

يكفي أن نؤمن كي نُغيّر معالم هذا العالم القاسي.

 

نحن نعيش اليوم أزمة حقيقة بكل المقايس، أزمة إنسانية لا مثيل لها.

نرى العالم مضطربًا، ونرى بذرة السلام تُداس تحت أقدام قلوبٍ جفّت من الرحمة.

فكيف لا نخاف؟

 

ومع ذلك، يكفي أن نؤمن!

 

أحداث اليوم تتطلّب منّا ثقة كبيرة وإيمانًا عميقًا لنصل إلى مرفأ الأمان، ونُدرك أن الحياة لا تستقيم من دون حضور الله في وسطها. فلا يمكن أن نعيش في دوامة تسلب حريتنا وتجرّنا إلى حيث لا نريد، حيث لا سلام ولا أمان.

 

لذا… فقط علينا أن نؤمن كي نحصل على ما نرجوه، ولنعيد للروح نورها وللعالم شيئًا من سلامه.